قالت وكالة أسوشيتيدبرس للأنباء، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وجه وزراءه بعدم التوقيع على اتفاق مقترح يمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا، لأن الوثيقة ركزت بشكل مفرط على المصالح الأمريكية دون تقديم ضمانات أمنية واضحة في المقابل.
وقد كان الاقتراح جزءًا أساسيًا من محادثات زيلينسكي مع نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن يوم الجمعة الماضي، لكنه لم يتضمن أي ضمانات أمنية محددة، بحسب مسؤولين أوكرانيين حاليين وسابقين.
ووصف قرار زيلينسكي بعدم قبول الاقتراح حاليًا بأنه “قصر نظر” من قبل مسؤول كبير في البيت الأبيض.
كان زيلينسكي قد قال في مقابلة مع AP: “لم أسمح للوزراء بالتوقيع لأن الاتفاق لا يحمي مصالحنا.” وأوضح أن الاقتراح تضمن استخدام الولايات المتحدة للمعادن الأوكرانية كتعويض عن الدعم المقدم لكييف وكتسديد مقابل مساعدات مستقبلية.
وتمتلك أكرانيا احتياطيات هائلة من المعادن الحرجة المستخدمة في الصناعات الفضائية والدفاعية والنووية، وصرح زيلينسكي بأن أي استغلال لهذه الموارد يجب أن يكون مرتبطًا بضمانات أمنية تمنع العدوان الروسي مستقبلاً.
من جانبه قدم وزير الخزانة الأمريكي، سكوت باسنت، الوثيقة للمسؤولين الأوكرانيين خلال زيارته لكييف يوم الأربعاء الماضي.
وقال مسؤول أوكراني سابق: “هذا اتفاق استعماري وزيلينسكي لا يمكنه التوقيع عليه.” بينما صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بأن “زيلينسكي يتجاهل فرصة ممتازة قدمتها إدارة ترامب”، مشددًا على أن الصفقة ستسمح لدافعي الضرائب الأمريكيين باستعادة أموالهم وتعزيز الاقتصاد الأوكراني.
خلال المناقشات في ميونيخ، ركز المسؤولون الأمريكيون على الجوانب التجارية لاستخراج المعادن، دون مناقشة كيفية تأمين هذه العمليات في حال استمرار العدوان الروسي. من جانبها، أكدت أوكرانيا أن أي اتفاق يجب أن يحظى بدعم شعبي ويلتزم بالقوانين الأوكرانية.
لم يناقش زيلينسكي وفانس تفاصيل الوثيقة خلال اجتماعهما في ميونيخ، الذي وصفه مسؤول أوكراني بأنه “جيد ومثمر”، حيث أوضح فانس أن هدفه وترامب هو تحقيق سلام دائم. أصر زيلينسكي على ضرورة أن تكون أوكرانيا في “موقف قوة” عند بدء أي مفاوضات مع روسيا، وأن تشارك الولايات المتحدة وأوروبا في هذه المفاوضات.
من جانبه، استبعد المبعوث الخاص لترامب، الجنرال كيث كيلوغ، الأوروبيين من أي محادثات بين أوكرانيا وروسيا، قائلاً: “يمكن أن يجتمع الأوكرانيون والروس والأمريكيون فقط.”
وتستعد أوكرانيا حاليًا لتقديم “مقترح مضاد” للولايات المتحدة قريبًا، وأكد زيلينسكي أن أي اتفاق يجب أن يحقق المال والأمن لأوكرانيا.