توجت مجلة التايم الشهيرة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب كشخصية العام 2024 بعد تمكنه من العودة إلى البيت أبيض.
وترمب، البالغ من العمر 78 عامًا، عاد إلى المشهد السياسي بطريقة غير مسبوقة في التاريخ الأمريكي. فقد انتقل من نهاية ولايته الأولى التي كانت مليئة بالجدل والعزل إلى تحقيق انتصار سياسي في انتخابات 2024، ليصبح أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يُعاد انتخابه بعد فترة من مغادرته منصبه.
وهذا الانتصار أعاد تشكيل المشهد السياسي الأمريكي، حيث أعاد بناء الحزب الجمهوري وأعاد صياغة أولويات الناخبين.
انطلق ترمب في حملته الرئاسية وسط أزمات متعددة، بما في ذلك تحقيقات جنائية واتهامات له بالفساد. لكنه استطاع التغلب على كل هذه التحديات، حيث استقطب دعمًا واسعًا من شرائح متنوعة من الناخبين، بما في ذلك النساء في الضواحي، والشباب، والأقليات.
أطلق ترمب على الفترة الأخيرة من حملته الانتخابية اسم “72 يومًا من الغضب”، حيث استغل استياء الأمريكيين من القضايا الاقتصادية والثقافية والهجرة. يرى مستشاروه أن قدرته على استيعاب نبض الشارع الأمريكي وتمثيل الغضب الشعبي كانت مفتاح نجاحه.
إذا كانت الحملة الانتخابية ركزت على الغضب والتغيير، فإن ترمب يعتزم أن تكون ولايته الثانية استكمالاً لهذا النهج. يتعهد بفرض سياسات هجرة صارمة، تشمل ترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين وبناء مزيد من مراكز الاحتجاز.
كما يخطط لتقليص دور الحكومة الفيدرالية بشكل كبير، مستعينًا برموز مثل إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي لتنفيذ رؤية تهدف إلى تقليص البيروقراطية الحكومية.
على الساحة الدولية، يستمر ترمب في تطبيق سياسة “أمريكا أولاً”، مع التركيز على فرض تعريفات جمركية وإعادة التفاوض بشأن العلاقات التجارية والدبلوماسية.
كما يسعى لترسيخ اتفاقيات السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك توسيع اتفاقيات إبراهيم لتشمل السعودية، لكنه يظل غامضًا بشأن الحلول طويلة المدى للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
ورغم فوزه، يواجه ترمب تحديات كبيرة. الأغلبية الجمهورية في الكونغرس ضئيلة، والمؤسسات الفيدرالية قد تعرقل خططه. كما أن المجتمع الأمريكي ما زال منقسمًا بشكل حاد. ينتقده البعض لتجاوزاته واستعداده لإعادة تشكيل النظام الديمقراطي الأمريكي بما يخدم أجندته.
يخطط ترمب لاستخدام سلطاته التنفيذية بشكل أوسع إذا عرقل الكونغرس أجندته. وفي حين يراه أنصاره كشخص قادر على تحقيق التغيير، يحذر منتقدوه من مخاطر تهديد القوانين والمؤسسات الديمقراطية.
وسواء أكان مؤيدوه أو منتقدوه على صواب، فإن تأثير ترمب على السياسة الأمريكية سيظل محورياً. وُصف ترمب بأنه “رجل ذو أفكار بسيطة ولكنه قادر على التواصل مع الناخبين بطرق لا يستطيعها الآخرون”.
ختامًا، إذا كانت ولايته الأولى قد تميزت بالفوضى والجدل، فإن الولاية الثانية تبدو وكأنها تتجه نحو تغييرات أكثر عمقًا وتأثيرًا على النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي للولايات المتحدة. كما يقول ترمب نفسه: “الكثير يمكن أن يحدث في أربع سنوات.”