استكشف بيل جيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت ورئيس مؤسسة بيل وميليندا جيتس، ومريم المهيري ، رئيسة الشؤون الدولية في ديوان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، مستقبل التكنولوجيا الزراعية في حدث استعرض حلول الذكاء الاصطناعي للصناعة.
وهدف الحدث، الذي أقيم في قصر الإمارات في أبو ظبي، إلى البناء على الشراكة بقيمة 200 مليون دولار التي تم الإعلان عنها خلال قمة تغير المناخ Cop28 في ديسمبر 2023، عندما التزمت الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة بيل وميليندا جيتس بتسريع الابتكارات الزراعية الرامية إلى معالجة التهديدات التي تواجه أنظمة الغذاء.
وقد دعم الاستثمار الجهود الرامية إلى مساعدة المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا على بناء القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ.
ويسلط هذا التعاون الضوء على الحاجة الملحة إلى معالجة قضية الأمن الغذائي والتكيف مع المناخ لصالح المجتمعات الزراعية الضعيفة، مع التركيز على توسيع نطاق الحلول من خلال منظمات مثل المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية، وهي شراكة عالمية تركز على تحسين الأمن الغذائي. كما تسعى إلى إيجاد حلول مبتكرة للمزارعين الصغار، وخاصة في البلدان النامية .
ومن بين الابتكارات البارزة التي تم تقديمها مشروع لمكافحة سوسة النخيل الحمراء المدمرة. وقالت الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية، إن هذه الآفة تتسبب في خسائر سنوية تقدر بنحو 2 مليار دولار في 49 دولة.
ويجري حالياً تشكيل اتحاد يضم دولة الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة جيتس والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة والمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية لتقييم تأثير السوسة على الاقتصاد والبيئة العالمية والإقليمية.
وقالت الزعابي ” إن “سوسة النخيل الحمراء تشكل تحديًا عالميًا” ، مضيفة أن الحشرة يمكنها تدمير شجرة نخيل صحية عمرها 40 عامًا في ستة أشهر.
وأضافت أن “المرض أثر على العديد من أشجار النخيل وأشجار الزيت في جميع أنحاء العالم، ونحن نتحدث عن 49 دولة و35 مليون شجرة متضررة”.
وأكدت على الحاجة إلى إيجاد حل شامل لإدارة هذه الآفة والقضاء عليها. وقالت: “نحن نتطلع إلى تشكيل اتحاد يجمع الجهود الوطنية والمتعاونين المحليين والمنظمات الدولية للعمل على إيجاد حل”.
وفي إطار مشروع مكافحة سوسة النخيل الحمراء، يجري استكشاف تقنيات متقدمة مثل مصائد الجل والطائرات بدون طيار للكشف المبكر وأنظمة أخرى لمكافحة الآفات. “على سبيل المثال، نستخدم الطائرات بدون طيار لتحديد أشجار النخيل المصابة، مما يسمح لنا باستهداف المناطق الأكثر احتياجًا للتدخل”.
ومن شأن هذه الجهود أن تساعد في السيطرة على انتشار سوسة النخيل الحمراء، التي يمكنها أن تدمر مجموعات كاملة من أشجار النخيل خلال أشهر.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن أكثر من مليوني نخلة في أبوظبي عولجت من الإصابة بآفات مثل سوسة النخيل الحمراء وثاقب الساق منذ بداية العام.
واستخدمت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية الفيرمونات والمصائد الضوئية لجذب الآفات ومكافحتها والحد من انتشارها.
ومن بين المشاريع التي تم عرضها مشروع AgriLLM، الذي يركز على ضبط نموذج اللغة الكبير مفتوح المصدر Falcon لتحسين المعرفة بالبحث والتطوير الزراعي.
يهدف برنامج AgriLLM إلى تجميع الأبحاث الزراعية المعقدة في رؤى يمكن الوصول إليها وقابلة للتنفيذ بالنسبة للمزارعين والعاملين في مجال الإرشاد.
وقالت خلود عودة، كبير مسؤولي التحول الرقمي في المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية: “نحن نتعامل مع التحدي الكبير المتمثل في تقديم الخدمات الاستشارية للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، وهم الأكثر عرضة لتغير المناخ في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل”.
وأضافت عودة إن هدف برنامج AgriLLM هو سد الفجوة بين البحث والتطبيق العملي للمزارعين لهذه المعرفة.
وتابعت “نريد أن نعمل على ضبط نماذج مثل فالكون بمحتوى زراعي مصمم خصيصًا لتقديم المشورة ذات الصلة في الوقت الفعلي بشأن مكافحة الآفات والتنبؤ بالطقس والتحديات الأخرى التي يواجهها المزارعون”.
وقالت إن نموذج فالكون، الذي طوره معهد الابتكار التكنولوجي، وهو مركز أبحاث مدعوم من حكومة أبوظبي، يمكن أن يحول المعرفة الزراعية إلى رؤى قابلة للتنفيذ ويمكن الوصول إليها للمزارعين على مستوى العالم عندما يتم ضبطه بالبيانات ذات الصلة.
وسلطت السيدة عودة الضوء على أهمية برنامج AgriLLM في معالجة التحدي الحاسم: ندرة الخدمات الاستشارية الزراعية.
وأضافت “في العديد من البلدان، يتم تكليف وكيل واحد بمساعدة آلاف المزارعين، ومع تغير المناخ الذي يجلب معه آفات وأمراض جديدة، يحتاج المزارعون إلى الوصول الفوري إلى المعلومات”.
ومن خلال التعاون مع مؤسسة جيتس ومنظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، سيوفر مشروع AgriLLM للمزارعين رؤى تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية والاستدامة. وأضافت عودة: “نريد أن نضمن عدم تخلف أي مزارع عن الركب مع تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي”.
