حذرت مصر رعاياها من السفر إلى منطقة أرض الصومال الانفصالية، مشيرة إلى مخاوف أمنية، مع تصاعد التوترات في منطقة القرن الأفريقي.
قدمت القاهرة الدعم السياسي والعسكري للصومال في نزاعها مع أرض الصومال، وهي المنطقة التي أعلنت استقلالها من جانب واحد في عام 1991 ولكن لا تعترف بها أي دولة.
وفي إطار محاولاتها الحصول على موطئ قدم في منطقة القرن الأفريقي، أقامت مصر علاقات عسكرية وثيقة مع مقديشو.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي وقعت فيه إثيوبيا، الدولة غير الساحلية، اتفاقا مع أرض الصومال في يناير/كانون الثاني لاستخدام 19 كيلومترا من شواطئها على البحر الأحمر للعمليات التجارية والبحرية مقابل اعتراف أديس أبابا في المستقبل باستقلال أرض الصومال.
وتتضمن اتفاقية الدفاع بين مصر والصومال الموقعة في يوليو/تموز الماضي نشر 10 آلاف جندي في البلاد.
ومن المقرر أن ينضم نصف الجنود إلى قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، وسيتم نشر النصف الآخر كجزء من ترتيبات دفاع ثنائية.
وأرسلت القاهرة أيضًا أسلحة إلى مقديشو، ومن المقرر أن تقوم بتدريب قواتها المسلحة كجزء من الاتفاق.
وقد أدت هذه التطورات إلى تصعيد التوترات بين القاهرة وأديس أبابا، اللتين تشهدان بالفعل خلافا بشأن سد النهضة الإثيوبي المثير للجدل.
ويقول مسؤولون مصريون إن السد يشكل تهديدا وجوديا لحصتهم من مياه النيل.
أصدرت السفارة المصرية في مقديشو، الأحد، بيانا حذرت فيه من السفر إلى أرض الصومال وطلبت من المواطنين المغادرة في أقرب وقت ممكن.
دعت سفارة جمهورية مصر العربية في مقديشو، جميع المواطنين المصريين إلى تجنب السفر إلى منطقة أرض الصومال بجمهورية الصومال الفيدرالية، وذلك بسبب تأثير الوضع الأمني غير المستقر على سلامتهم.
كما تدعو السفارة المصريين المتواجدين حاليا في المنطقة إلى المغادرة في أسرع وقت ممكن عبر مطار هرجيسا، وتؤكد أن الوضع الأمني الحالي في المنطقة يحد من القدرة على تقديم أي مساعدة قنصلية للمصريين هناك.
اتهمت الحكومة الصومالية، الجمعة، إثيوبيا مجددا بانتهاك سيادتها بعد أن أرسلت شحنات أسلحة “غير مرخصة” إلى منطقة بونتلاند شبه المستقلة في الصومال.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن “هذا النشاط يشكل انتهاكا خطيرا لسيادة الصومال ويشكل تداعيات خطيرة على الأمن الوطني والإقليمي”.
وقد أثار الاتفاق العسكري بين مصر والصومال، وسعي إثيوبيا للحصول على إمكانية الوصول إلى البحر الأحمر، تكهنات حول صراع إقليمي في منطقة القرن الأفريقي، خاصة وأن محاولات تركيا للتوسط في المصالحة بين إثيوبيا والصومال باءت بالفشل حتى الآن.
قالت جمهورية أرض الصومال إنها ترفض تواجد القوات المصرية في الصومال.
وقال وزير خارجيتها عيسى كايد في وقت سابق من هذا الشهر إن نشر القوات يساهم في تأجيج الصراعات بالوكالة في منطقة القرن الأفريقي.
وقررت حكومة أرض الصومال أيضًا إغلاق المكتبة الثقافية المصرية في هرجيسا بشكل دائم، مشيرة إلى مخاوف أمنية خطيرة.
وأفاد كايد أن الأوامر صدرت لجميع الموظفين المصريين في 11 سبتمبر/أيلول بمغادرة المنطقة المنفصلة خلال 72 ساعة.