في كلمته أمام قمة حركة عدم الانحياز في كمبالا، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن استيائه الشديد إزاء حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة وعدد الضحايا المدنيين خلال الفترة القصيرة الماضية. وأكد أن الهجمات العنيفة التي نفذتها حماس في أكتوبر الماضي كانت مروعة ولم يشهد لها مثيل خلال فترة ولايته.
وأشار غوتيريش إلى الجهود المبذولة من قبل العاملين في المجال الإنساني لتقديم المساعدة والإغاثة في غزة، معترفًا بالتحديات الهائلة التي يواجهونها. فقد يتعرضون للقصف المستمر والمخاطر اليومية لحياتهم وأسرهم، وتواجههم قيود كبيرة على الطرق المتضررة وانقطاع الاتصالات ومنع الوصول إلى المناطق المتضررة.
وحذر غوتيريش من تفاقم المشكلات الإنسانية في غزة، حيث يتدهور الوضع الصحي والغذائي بسبب نقص الإمدادات والموارد الأساسية. وأضاف أن الناس لا يموتون فقط جراء العنف المباشر وإطلاق النار، بل أيضًا بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة والكهرباء والدواء في المستشفيات، مما يؤدي إلى حالات وفاة غير مبررة.
وأكد الأمين العام أن هذا الوضع يجب أن يتوقف فورًا، وأعرب عن عزمه على الدعوة إلى وقف النار فورًا لأسباب إنسانية وإطلاق سراح الرهائن بشكل فوري وغير مشروط. وشدد على أنه يجب بذل كل الجهود الممكنة لمنع انتشار الصراع وتأثيره السلبي على المنطقة بأكملها، بما في ذلك الضفة الغربية ولبنان وسوريا والعراق والبحر الأحمر.
وأشار غوتيريش إلى أن رفض قبول حل الدولتين وإنكار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته غير مقبول، وأن ذلك سيؤدي إلى استمرار الصراع وتهديد السلام والأمن العالميين لفترة طويلة، وسيزيد منالتوتر والاستقطاب وسيشجع المتطرفين في مختلف أنحاء العالم. وأكد على أنه يجب أن يتم اعتراف الجميع بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم.
وأعرب غوتيريش عن حزنه العميق لفقدان 152 من موظفي الأمم المتحدة في غزة، ووصف ذلك بأنه “مأساة مفجعة” للمنظمة ولأسرهم ولكل من كانوا يخدمون في غزة.
في النهاية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف العنف فورًا واتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير المساعدات الإنسانية ولحماية المدنيين في غزة. وشدد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي دائم يتضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولتهم، وذلك من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.