أفادت وسائل إعلام تركية بأن الاستثمارات التركية في المملكة العربية السعودية تتجه لتحطيم الأرقام القياسية في 2024 لا سيما في ظل ارتفاع مشاريع المقاولات التركية في المملكة.
وبحسب مجلس الأعمال التركي-السعودي التابع لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية (DEIK)، تجاوزت استثمارات أكثر من 200 شركة تركية في السعودية حاجز الـ20 مليار دولار، متماشية مع خطة رؤية 2030.
وسجل المقاولون الأتراك أكبر عدد من المشاريع الدولية في السعودية خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024، بقيمة إجمالية بلغت 2.3 مليار دولار، وفقًا لبيانات اتحاد المقاولين الأتراك (TMB).
وتضمنت هذه المشاريع استثمارات لشركات عملاقة مثل Limak وTAV وIC Ictas وKuzu وMapa وKolin وTekfen.
وأكد هاشم صونغو، رئيس مجلس الأعمال التركي-السعودي، أن الشركات التركية تقود مشاريع ضخمة، خاصة في قطاعات البنية التحتية والإنشاءات.
وقال صونغو إن التعاون في قطاع الطاقة يحمل أهمية استراتيجية، مع التركيز على مشاريع الطاقة الشمسية والرياح بفضل خبرة تركيا في الطاقة المتجددة وتجربة السعودية في النفط والغاز.
ومن أبرز المشاريع التركية في السعودية: IC Ictas Insaat، التابعة لمجموعة IC Holding، فازت بمناقصة أكبر مشروع جسر في السعودية، وادي لبن، بطول 763 مترًا وارتفاع 167 مترًا وعرض 36 مترًا، بقيمة 500 مليون دولار.
والشركة أنهت أيضًا بناء محطة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض بتكلفة بلغت 1.5 مليار دولار، علما أن Limak Holding تدير ثلاثة مشاريع سياحية في السعودية بقيمة إجمالية تبلغ 1.5 مليار دولار.
وقد بلغت الصادرات التركية إلى السعودية مستوى قياسيًا عند 2.9 مليار دولار خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2024، مع التركيز على الآلات والسجاد والأثاث، بينما قادت المواد البلاستيكية والكيماويات العضوية الواردات.
وأشار بولنت أيمن، نائب رئيس جمعية المصدرين الأتراك، إلى النمو السريع للتجارة، قائلاً إن الصادرات التركية إلى السعودية زادت بنسبة 80% شهريًا.
وأكد إيوب فورال أيدين، مستشار مركز الخصخصة والشراكة بين القطاعين العام والخاص في السعودية، على أهمية وجود خطة استراتيجية تركية للاستفادة من الفرص المتزايدة في السوق السعودي.
ورغم الفرص الكبيرة، أشار أيدين إلى التحدي المتمثل في عدم قبول السعودية لخطابات الضمان من البنوك التركية، إضافة إلى المنافسة الشديدة مع الشركات الأمريكية والصينية والفرنسية.
وأوضح أن السعودية وقعت صفقة استثمارية مع الصين بقيمة 50 مليار دولار قبل ثلاثة أشهر، مما يبرز الحاجة لخطوات مماثلة من تركيا.
وتمثل رؤية السعودية 2030 فرصة استثمارية بقيمة تريليون دولار، مع خطط لجذب 100 مليون سائح سنويًا.
وتهدف الرؤية إلى تعزيز البنية التحتية في 12 مدينة لتحسين جودة الحياة ودفع عجلة النمو الاقتصادي.
وتُظهر هذه التطورات المتسارعة قوة العلاقات الاقتصادية بين تركيا والسعودية، مع آفاق واسعة لتعزيز التعاون في مختلف القطاعات.
