قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للتلفزيون الإيراني الرسمي: “نسعى إلى التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بأسرع وقت ممكن، رغم أن الوصول إلى اتفاق لن يكون سهلاً”.
وفي حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية “إير فورس وان”، قال الرئيس ترامب عن المحادثات: “أعتقد أن الأمور تسير على ما يرام. لا شيء مهم حتى يتم إنجازه. لذلك لا أحب الحديث عنها”.
واستندت المقترحات الإيرانية إلى حد كبير إلى اتفاق عام 2015 النووي الذي تفاوضت عليه إدارة أوباما، حسبما قال بعض الأشخاص، وهو الاتفاق الذي انسحب منه ترامب في عام 2018، واصفًا إياه بأنه “واحد من أسوأ وأحادي الجانب من الصفقات التي أبرمتها الولايات المتحدة على الإطلاق”.
رفض المسؤولون الأميركيون التعليق على تفاصيل محادثات السبت.
وقال المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إن الخط الأحمر لإدارة ترامب هو منع إيران من امتلاك القدرة على إنتاج أسلحة نووية.
وذكر الجانبان أن الهدف الأساسي من اجتماع عمان كان بناء الثقة ووضع أساس لمزيد من المفاوضات.
وقال ويتكوف لصحيفة “وول ستريت جورنال” في وقت سابق هذا الأسبوع: “الأمر يتعلق بالحديث عن أهمية التوصل إلى اتفاق، وليس تفاصيل الاتفاق نفسه”، مضيفًا أن هدف اجتماع عمان كان “تحديد معايير” المحادثات المستقبلية.
قال ترامب إنه مستعد لاستخدام القوة العسكرية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، لكنه بعث برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي طالبًا إجراء مفاوضات مباشرة لتجنب الصراع، مع إعطاء مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق.
وعلى الرغم من الأجواء الإيجابية يوم السبت، لا تزال الفجوات بين الجانبين كبيرة، وقد استغرقت المفاوضات الرسمية التي أدت إلى اتفاق 2015 وقتًا طويلًا وتم بناؤها على محادثات دبلوماسية سابقة.
رفضت إيران عقد محادثات مباشرة السبت، فتفاوض المبعوثون الإيرانيون والأميركيون من غرف منفصلة داخل مجمع محصن للغاية، بوساطة وزير الخارجية العماني.
وانتهت الاجتماعات بلقاء مباشر قصير بين ويتكوف وعراقجي، وفقًا لقناة عراقجي على تيليجرام.
وقال عراقجي إن اللقاء استغرق بضع دقائق بحضور وزير الخارجية العماني، وهو أعلى لقاء رسمي بين مسؤولين إيرانيين وأميركيين منذ سبتمبر 2017.
قال علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية:
“اللقاء المباشر، وإن كان قصيرًا، يشير إلى أن إيران والولايات المتحدة تشعران بوجود أرضية مشتركة كافية للمضي قدمًا — ويفضل أن يكون ذلك من خلال محادثات مباشرة”.
هدد ترامب بشن ضربات جوية إذا رفضت إيران التفاوض على اتفاق جديد لوقف تقدم برنامجها النووي.
وقالت البيت الأبيض بعد اجتماع عمان إن ويتكوف أخبر عراقجي بأنه مكلف من ترامب بحل الخلافات “من خلال الحوار والدبلوماسية، إذا كان ذلك ممكنًا”.
وأضاف البيان:
“هذه قضايا معقدة للغاية، والتواصل المباشر من قبل المبعوث الخاص ويتكوف اليوم كان خطوة نحو تحقيق نتيجة مفيدة للطرفين”.
ولم يحدد البيان مكان عقد الجولة المقبلة من المحادثات.
قال ويتكوف قبل اجتماع عمان لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن الموقف الحالي لإدارة ترامب هو أن على إيران تفكيك برنامجها النووي، لكنه أشار إلى أن بعض التنازلات قد تكون ممكنة. وأضاف:
“خطنا الأحمر هو أنه لا يمكن أن تكون هناك تسليح لقدراتكم النووية”.
وإذا رفضت إيران إنهاء برنامجها النووي، قال ويتكوف إنه سيحيل الأمر إلى ترامب لاتخاذ قرار حول كيفية المضي قدمًا.
خلال المحادثات غير المباشرة، نقل عراقجي عبر العمانيين الخطوط الحمراء الإيرانية، وفقًا لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، مؤكدًا أن برنامج إيران النووي مخصص للأغراض السلمية وأن طهران سترفض أي مطالب بإلغاء البرنامج.
كانت إيران قد وافقت على سلسلة من القيود على برنامجها النووي بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، الذي دخل حيز التنفيذ في يناير 2016.
مخزون إيران من اليورانيوم المخصب:
•يوليو 2019: أعلنت إيران تجاوزها الحد الأقصى 300 كغم من غاز اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67%، وتجاوزت سقف النقاء.
•نوفمبر 2019: بدأت إيران بضخ اليورانيوم مجددًا في منشأة فوردو تحت الأرض.
•4 يناير 2021: بدأت إيران إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20% في فوردو.
•فبراير 2021: بدأت إيران إنتاج معدن اليورانيوم وقلّصت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
•أبريل 2021: بدأت إيران إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 60% واستئناف المحادثات لإحياء الاتفاق.
•أغسطس 2022: انهارت المحادثات لإحياء الاتفاق.
•يوليو 2024: أفادت تقارير استخباراتية أميركية بأن إيران قامت بأنشطة تجعل من السهل عليها إنتاج سلاح نووي.
•فبراير 2025: أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تنتج ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60% لصنع قنبلة كل شهر.
قال مسؤولون إيرانيون إنهم يريدون تخفيفًا سريعًا للعقوبات الأميركية المتعلقة بالبرنامج النووي، والتي ألحقت أضرارًا بالغة باقتصاد إيران، بالإضافة إلى الوصول إلى مليارات الدولارات المجمدة في الخارج، وإنهاء الضغط الأميركي على المشترين الصينيين للنفط الإيراني.
وفي المقابل، ستكون إيران مستعدة للعودة إلى نفس مستويات التخصيب النووي المسموح بها بموجب اتفاق 2015 الذي انسحب منه ترامب خلال ولايته الأولى، حسبما أفاد به مسؤولون إيرانيون وأوروبيون تحدثوا معهم.
من غير المرجح أن توافق واشنطن على رفع العقوبات دون التزام إضافي من طهران بتقليص برنامجها النووي. ولم توافق إدارة ترامب حتى الآن على حق إيران في تخصيب اليورانيوم بموجب أي اتفاق جديد، وستكون هناك حاجة إلى مراقبة مكثفة.
سافر ويتكوف إلى عمان بعد لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبرغ.
وانخفضت العملة الإيرانية بنسبة 95% منذ توقيع الاتفاق النووي في 2015، مع تضخم يفوق 30% سنويًا، مما جعل المواد الأساسية مثل اللحوم سلعة فاخرة.
كما أدت أزمة الطاقة إلى إغلاق مصانع الأسمنت والأدوية وحتى المدارس في بعض أنحاء البلاد.