واشنطن وبكين تمددان الهدنة الجمركية 90 يوماً… تساؤلات حول مستقبل التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم

by hayatnews
0 comment

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن تمديد الهدنة الجمركية بين الولايات المتحدة والصين لمدة 90 يوماً إضافية، قبل ساعات فقط من انتهاء العمل بالاتفاق السابق، في خطوة من شأنها أن تمنح الجانبين وقتاً إضافياً لمواصلة المفاوضات التجارية المعقدة التي تمتد منذ أكثر من عام.

أهمية الخطوة
يمثل هذا التمديد مرحلة جديدة في مسار الحرب التجارية التي انطلقت بين أكبر اقتصادين في العالم خلال عهد ترامب، والتي شهدت جولات متتالية من فرض الرسوم الجمركية والردود الانتقامية.
ورغم أن الخطوة لا تحسم الخلافات الجوهرية، فإنها تؤجل تصعيداً محتملاً كان يمكن أن يلحق أضراراً واسعة بسلاسل التوريد العالمية، ويؤثر في الأسواق الدولية والشركات متعددة الجنسيات.

تفاصيل الهدنة
الاتفاق الأصلي، الذي تم التوصل إليه في مايو/أيار الماضي في جنيف، أسفر عن خفض الرسوم الأمريكية على السلع الصينية من 145% إلى 30%، إضافة إلى استئناف تدفق المعادن الأرضية النادرة الحيوية من الصين إلى الولايات المتحدة، وهي مواد أساسية لصناعات التكنولوجيا والطاقة.

وبحسب بيان مشترك صدر بعد إعلان ترامب، أكدت وزارة التجارة الصينية أنها ستواصل تعليق الرسوم الجمركية الإضافية على السلع الأمريكية لمدة 90 يوماً أخرى، بما يتماشى مع قرار واشنطن.

القرار التنفيذي
في منشور على منصة “الحقيقة الاجتماعية”، أعلن ترامب أنه وقّع على أمر تنفيذي يقضي بتمديد تعليق التعريفات الجمركية على الصين حتى 10 نوفمبر/تشرين الثاني، مشيراً إلى أن القرار يهدف إلى “إعطاء المفاوضين الوقت اللازم للتوصل إلى اتفاق شامل يخدم المصالح الأمريكية”.

وجاء هذا الإعلان بعد جولة ثالثة من المحادثات بين مسؤولين أمريكيين وصينيين عُقدت أواخر الشهر الماضي في السويد، أعقبت لقاءين سابقين في جنيف ولندن.

مسار المفاوضات
كانت محادثات السويد قد مهّدت الطريق لهذا التمديد، إذ أبدى الجانب الصيني استعداده للمضي قدماً في التهدئة، وأكد مسؤولوه أن التمديد أمر محسوم.
لكن واشنطن التزمت الحذر في البداية، حيث قال مسؤولون أمريكيون إن “الحزب الشيوعي الصيني تعجّل في الإعلان”، مشددين على أن القرار النهائي بيد الرئيس ترامب، الذي لم يُبدِ موافقته إلا في الأيام الأخيرة.

ويشير هذا المسار إلى أن التنسيق السياسي والإعلامي بين الجانبين لا يزال هشاً، وأن أي خلاف في التوقيت أو الصياغة قد يثير توتراً جديداً.

ردود الفعل في الأسواق
استقبلت الأسواق العالمية القرار بارتياح نسبي، حيث ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في تعاملات ما قبل السوق، كما شهدت بعض العملات الآسيوية تحسناً طفيفاً أمام الدولار.
ويرى محللون أن التمديد يمنح الشركات “فسحة تنفس” لمواصلة أنشطتها دون الحاجة إلى إعادة هيكلة عاجلة لسلاسل الإمداد، لكنه لا يلغي المخاطر على المدى المتوسط، خصوصاً إذا فشلت المفاوضات المقبلة.

ملفات الخلاف
ورغم الهدنة، تبقى الخلافات الجوهرية بين واشنطن وبكين على حالها، وتشمل:

حماية الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا.

الدعم الحكومي للشركات الصينية في قطاعات استراتيجية.

ميزان التجارة وفجوة العجز التجاري لصالح الصين.

الوصول إلى الأسواق وإزالة الحواجز أمام الاستثمارات الأجنبية.

ويؤكد خبراء التجارة أن حل هذه الملفات يتطلب إرادة سياسية قوية وتنازلات من الطرفين، وهو ما لم يتضح بعد.

مرحلة اختبار جديدة
التمديد لمدة 90 يوماً لا يعني نهاية الحرب التجارية، بل يمثل مرحلة اختبار جديدة لجدية الأطراف في الوصول إلى اتفاق دائم.
ويرى مراقبون أن هذه الفترة قد تشهد ضغوطاً داخلية على ترامب من اللوبيات الصناعية والزراعية الأمريكية التي ترغب في إنهاء النزاع، وفي المقابل، قد يواجه الرئيس الصيني شي جين بينغ انتقادات داخلية إذا اعتُبر أن بلاده قدّمت تنازلات دون مقابل واضح.

ويمنح التمديد الحالي الولايات المتحدة والصين فرصة جديدة لتجنب العودة إلى تصعيد الرسوم الجمركية، لكنه في الوقت نفسه يضعهما أمام مهلة زمنية صارمة تنتهي في نوفمبر، ما قد يحوّل الأشهر الثلاثة المقبلة إلى سباق مع الزمن لحل أكثر النزاعات التجارية تعقيداً في العقد الأخير.

وفي ظل استمرار حالة عدم اليقين، تبقى الأسواق والشركات العالمية في وضع الترقب، على أمل أن تقود هذه الهدنة إلى اتفاق شامل يطوي صفحة الحرب التجارية، أو على الأقل يمنع انفجارها من جديد.

You may also like

Leave a Comment