واشنطن تراقب انقطاع كابلات الإنترنت في البحر الأحمر وسط مخاوف من استهداف البنية التحتية

by hayatnews
0 comment

أكدت وزارة الخارجية الأميركية، أنها تراقب عن كثب انقطاع كابلات الإنترنت في البحر الأحمر الذي تسبب في تباطؤ واسع لخدمات الاتصال في الشرق الأوسط وجنوب آسيا نهاية الأسبوع الماضي، في حادث أثار مجددًا المخاوف من هشاشة البنية التحتية الرقمية العالمية.

وبحسب تقارير تقنية، شهدت دول مثل الإمارات العربية المتحدة والسعودية والهند وباكستان تراجعًا كبيرًا في سرعة الإنترنت يوم السبت، قبل أن تتحسن الاتصالات جزئيًا مساء الأحد. ومع ذلك، حذّر خبراء من أن العودة الكاملة إلى الوضع الطبيعي قد تستغرق حتى ستة أسابيع، بسبب صعوبة إصلاح الكابلات تحت الماء.

وأشار ممثل وزارة الخارجية الأميركية إلى أن بلاده تدرك الأهمية الحيوية للكابلات البحرية للتجارة العالمية والأمن والاتصالات، مؤكدًا أن أي اضطراب فيها يُعد مسألة حساسة دوليًا.

بين الحوادث والمخاوف الأمنية
رغم عدم وجود أدلة تؤكد أن الانقطاع الأخير ناتج عن هجوم متعمد، فإن الحادث أعاد إلى الواجهة المخاوف من إمكانية استهداف هذه الكابلات. ويُنظر إلى البحر الأحمر كأحد الممرات الاستراتيجية لشبكات الاتصالات الدولية، ما يجعله نقطة ضعف محتملة في حال التصعيد الإقليمي.

ولطالما وُجهت أصابع الاتهام إلى جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، التي نفت سابقًا أي دور لها في تخريب الكابلات. في المقابل، أظهرت تحقيقات سابقة أن كثيرًا من حوادث الانقطاع سببها سقوط مراسي السفن أو سحب الحطام البحري. ففي مارس 2024، على سبيل المثال، قُطعت ثلاثة كابلات بحرية بعد أن جرّت سفينة متضررة مرساها على طول قاع البحر.

وأوضحت شركة مايكروسوفت أنها واجهت بطئًا في خدماتها السحابية “أزور” داخل المنطقة، لكنها تمكنت من إعادة توجيه حركة البيانات عبر مسارات بديلة. ورغم ذلك، حذرت من أن زمن الوصول لبعض الخدمات قد يظل أعلى من المعتاد.

أما شركات تقنية مثل كلاوديرا، فدعت إلى استخلاص الدروس من الأزمة، مؤكدة أن “انقطاع الإنترنت لمدة ساعة واحدة قد يُكلف الملايين في قطاعات حساسة مثل البنوك والتجزئة والطيران”. وطالبت بزيادة الاستثمار في منصات بيانات قادرة على إعادة التوجيه الفوري للاتصالات عند وقوع مثل هذه الأعطال.

ضغط إضافي على شبكات الهاتف
بالنسبة للمستخدمين العاديين، لم ينجح التحويل عبر المسارات البديلة في منع الاضطراب بشكل كامل. فقد أدى التحميل الزائد على الكابلات العاملة إلى بطء شديد، ما دفع الكثيرين إلى الاعتماد على شبكات الجيل الخامس، وهو ما تسبب بدوره في إرهاق تلك الشبكات وحدوث ازدحام على مستوى الخدمات.

والاضطراب الأخير يعكس مدى الاعتماد العالمي على كابلات الإنترنت البحرية التي تنقل أكثر من 95% من البيانات الدولية. ويؤكد محللون أن أي تهديد ممنهج لهذه الكابلات قد يشكل خطرًا على التجارة الرقمية والأمن القومي لدول عدة، خاصة في المناطق التي تعيش توترات جيوسياسية كالبحر الأحمر.

وبينما تتواصل جهود الإصلاح، يبقى السؤال الأبرز: هل ستظل هذه الانقطاعات مجرد حوادث عرضية ناجمة عن أخطاء الملاحة، أم أنها ستتحول إلى سلاح استراتيجي في صراعات المنطقة مستقبلاً؟

You may also like

Leave a Comment