نيويورك تايمز: مصر تخشى من انتشار عدوى الثورة السورية

by hayatnews
0 comment

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن مصر تخشى من انتشار عدوى الثورة السورية وتراقب بقلق تطورات الأوضاع منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وذكرت الصحيفة أن الرسالة الموجهة للسيسي واضحة لا لبس فيها، لكنه لم يكن بحاجة إلى التحذير. فمنذ الإطاحة بالأسد، الذي حكمت عائلته سوريا لفترة طويلة، في 8 ديسمبر، راقبَ القادة المصريون الأحداث بالعاصمة السورية دمشق بحذر شديد، مع إدراك جيد بأن نيران الثورة قد تنتشر.

ومنذ أن أطاح المتمردون الإسلاميون بنظام الأسد في سوريا، تراقب مصر، التي لها أوجه تشابه في تاريخها الحديث، الوضع بقلق شديد.

وبعد فترة وجيزة من الإطاحة بالرئيس السوري السلطوي بشار الأسد، بدأ هاشتاغ ينتشر على وسائل التواصل الاجتماعي المصرية: “حان دورك أيها الديكتاتور”.

ومنذ سقوط الأسد في 8 ديسمبر، تراقب القيادة المصرية التطورات في دمشق بقلق بالغ، مدركة أن الحماسة الثورية لديها القدرة على الانتشار.

وكلا البلدين شهدا تاريخًا مضطربًا منذ انتفاضات الربيع العربي التي بدأت أواخر 2010 وانتشرت في جميع أنحاء الشرق الأوسط. الثورة السورية انتهت تقريبًا بعد 14 عامًا بسقوط الأسد، بينما أطاحت الثورة المصرية بالرئيس السلطوي حسني مبارك، وأتت بجماعة إسلامية إلى السلطة عبر أول انتخابات حرة.

وبعد عامين، استولى السيسي على الحكم في انقلاب عسكري، وظل هو وقادة آخرون في الخليج وخارجه متوجسين من صعود الجماعات الإسلامية إلى السلطة، كما حدث مؤخرًا في سوريا.

بعد أيام من فرار الأسد إلى روسيا، اعتقلت قوات الأمن المصرية ما لا يقل عن 30 لاجئًا سوريًا كانوا يحتفلون بسقوطه في شوارع القاهرة، وفقًا لـ “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية”.

كما شددت السلطات المصرية من إجراءات دخول السوريين إلى مصر بعد سقوط الأسد، حيث أصبح يتعين عليهم الحصول على تصاريح أمنية مسبقة.

في الأسابيع الأخيرة، ألقى السيسي خطابات متكررة للدفاع عن سجل حكمه.

وقال السيسي في ديسمبر، بعد أسبوع من سقوط الأسد: “لم تتلطخ يداي أبدًا بدماء أحد، ولم آخذ شيئًا ليس لي”.

وقد كان في تصريحه هذا يرسم مقارنة بينه وبين الزعيم السوري المخلوع، متجاهلًا في الوقت ذاته سجله في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك المجزرة التي ارتكبتها القوات العسكرية التي كان يقودها عام 2013، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 817 متظاهرًا، وفقًا لمنظمات حقوقية.

ومنذ أن سيطر المتمردون السوريون على السلطة، كثفت مصر حملاتها ضد المعارضين السياسيين، حيث اعتقلت أو بدأت محاكمة عدد من الشخصيات، من بينهم مدير منظمة حقوقية بارزة، وزوجة رسام كاريكاتير سياسي معتقل، ومستخدمة لـ “تيك توك” كانت تنتقد السيسي في مقاطع الفيديو.

في الأصل، كانت مصر تحتجز بالفعل عشرات الآلاف من السجناء السياسيين، وكثير منهم من الإسلاميين.

وقالت ميريت ف. مبروك، الخبيرة في الشأن المصري بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن: “عام 2011 ليس بعيدًا سوى 14 عامًا”.

وأضافت: “السلطات المصرية تدرك أن الأمور يمكن أن تتفاقم بسرعة”.

بعد سنوات من التدهور الاقتصادي في مصر، بات السيسي في وضع هش للغاية، وأي احتمال بأن يلتقط المصريون عدوى الحماسة الثورية من السوريين يمثل تهديدًا حقيقيًا. ليس لأن المصريين يريدون تمردًا مسلحًا، كما توضح مبروك، ولكن لأن أي غضب شعبي قد يتحول بسهولة إلى احتجاجات.

وأبرز محاولة لاستغلال اللحظة جاءت من أحمد المنصور، المصري الذي غادر بلاده قبل سنوات للقتال مع المتمردين السوريين. بعد الإطاحة بالأسد، بدأ في نشر مقاطع فيديو على الإنترنت من دمشق يهاجم فيها السيسي علنًا.

وفي أحد مقاطع الفيديو التي نشرها على منصة “إكس”، قال المنصور عن السيسي: “أنت لا تستحق سوى رصاصة واحدة”، وحصد المقطع 1.5 مليون مشاهدة.

وقد أثارت هذه التصريحات حالة من الذعر في الإعلام المصري المؤيد للحكومة، حيث طالب الإعلامي أحمد موسى، أحد أبرز المذيعين الموالين للحكومة، السلطات السورية الجديدة باتخاذ موقف.

وبعد أيام قليلة ألقت السلطات السورية الجديدة القبض على المنصور وعدد من رفاقه، أثناء توجهه لحضور اجتماع مع وزير الدفاع السوري المؤقت، وفقًا لبيان صادر عن حركته المناهضة للسيسي.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت السلطات المصرية قد دفعت باتجاه اعتقاله.

لكن حتى مع اعتقال المنصور، فإن المصريين الساخطين على السيسي لن يتوقفوا عن التعبير عن غضبهم.

يعاني المصريون من أزمات اقتصادية متلاحقة، كان آخرها نتيجة للحربين في أوكرانيا وغزة، إضافة إلى سوء إدارة الحكومة والإنفاق المفرط على مشاريع ضخمة غير مجدية.

ومع تراكم الديون وهبوط العملة وارتفاع الأسعار، باتت الحياة أصعب من أي وقت مضى بالنسبة لعدد السكان البالغ 111 مليونًا، حيث يعيش قرابة ثلثهم تحت خط الفقر وفقًا للإحصاءات الرسمية.

وحاول السيسي تبرير الوضع، زاعمًا أن الأزمة الاقتصادية بدأت قبل توليه الحكم عام 2013، وأن النمو السكاني السريع يعيق التنمية. لكنه كان قد أمضى سنوات في الترويج لازدهار اقتصادي لم يتحقق، بينما كان يفتتح عاصمة جديدة تتضمن قصرًا رئاسيًا فخمًا.

وعلى الرغم من أن مصر لم تكن داعمة للأسد، إلا أنها كانت تفضل استقرار حكمه مقارنة بالفوضى في ليبيا والسودان وغزة.

لذلك، تتعامل القاهرة بحذر مع الحكومة الجديدة في سوريا ولم تعقد أي اجتماعات رفيعة المستوى مع المسؤولين السوريين الجدد، خلافًا لدول عربية أخرى.

وبحسب دبلوماسيين في القاهرة، فقد حثت مصر شركاءها على توخي الحذر تجاه القيادة السورية الجديدة، وعدم التسرع في رفع العقوبات عنها.

You may also like

Leave a Comment