مهندس هندي يترك وظيفة بملايين درهم في دبي: المال لا يعوض حياة لا تُطاق

by hayatnews
0 comment

أثار مهندس التكنولوجيا الهندي أدفين نيتو جدلًا واسعًا على الإنترنت بعدما كشف أنه تخلى عن وظيفة عالية الدخل في الإمارات العربية المتحدة، رغم راتبها الضخم ومزاياها المغرية، وذلك بسبب “حياة غير محتملة” كما وصفها.

ونقلت صحيفة إيكونوميك تايمز تفاصيل القصة التي تعكس جانبًا من التحديات التي يواجهها المهنيون في قطاع التكنولوجيا داخل المنطقة.

وكان أدفين قد انتقل من بنغالورو إلى دبي بعد حصوله على عرض وظيفي براتب يصل إلى 7.25 لك روبية شهريًا (نحو 30 ألف درهم إماراتي تقريبًا)، وهو راتب معفى من الضرائب ويتيح له — وفق حساباته — ادخار ما يقارب 20 لك روبية سنويًا. إلا أن هذا الإغراء المالي لم يكن كافيًا لدفعه للبقاء، إذ لم يصمد في الوظيفة أكثر من ثلاثة أشهر فقط.

ثقافة عمل صارمة ومناخ لا يشجع الابتكار

روى أدفين عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن تأشيرة عمله تأخرت خمسة أشهر قبل صدورها، لكن الصدمة الحقيقية جاءت بعدما بدأ العمل.

فقد اكتشف أن ثقافة العمل في الشركة لا تشبه ما اعتاد عليه في الهند، حيث يتم التركيز على النتائج والمرونة. في الإمارات — كما قال — كانت قواعد الحضور الصارمة، وتسجيل الدخول والخروج، والمتابعة الدقيقة لكل حركة جزءًا أساسيًا من النظام اليومي، ما جعله يشعر بالاختناق المهني.

وأشار إلى أن البيئة التكنولوجية في المنطقة، رغم تطورها السريع، ما تزال تفتقر إلى النضج من حيث حوار تصميم المنتجات، وتطوير الأفكار، وتشجيع الإبداع.

وقد لاحظ أن الجنسية تلعب دورًا في توزيع المناصب القيادية، أكثر من الخبرة والجدارة، ما ساهم في تراجع حماسه للبقاء والاستثمار في مساره المهني داخل الشركة.

تكلفة المعيشة والصدمة من التجارب المحيطة

رغم أن أدفين شدد على أن الإمارات بلد آمن ومليء بالفرص، أشار إلى أن التكلفة الفعلية للعيش المريح في دبي يمكن أن تصل إلى 10 آلاف درهم شهريًا، مما يحدّ من حجم الادخار الفعلي مقارنة بما قد يبدو عليه الراتب على الورق.

والمفاجأة الأكبر بالنسبة له كانت ردود فعل أصدقائه الذين نصحوه بتغيير الشركة بدل مغادرة الإمارات. لكنه اكتشف من خلال حديثه مع مهنيين آخرين يعملون في شركات كبرى أن ظروف العمل هناك أكثر صعوبة، وأن العمل ستة أيام أسبوعيًا أمر شائع في كثير من القطاعات.

وقد أثار منشور أدفين موجة واسعة من التفاعلات على الإنترنت، حيث شارك العديد من المستخدمين تجارب مشابهة في الإمارات ودول المنطقة.

كتب أحد المستخدمين أنه أمضى عامًا في أبو ظبي ضمن جدول عمل “مرهق” يمتد من الصباح الباكر حتى الليل ستة أيام أسبوعيًا. وأشار إلى أنه كان مقيّدًا بعقد يمنعه من الاستقالة قبل انتهاء مدته، لكنه شعر بـ”تحرر حقيقي” بعد مغادرته.

وروى مستخدم آخر أنه ترك عمله بعد أن عانى من فوارق في الرواتب على أساس الجنسية، مؤكدًا أنه كان يدير عدة أقسام ويعمل ستة أيام أسبوعيًا، بينما كان زميله البريطاني الذي يؤدي نفس الدور يتقاضى ضعف راتبه ويستفيد من يومي عطلة.

كما أيّد مستخدمون آخرون ملاحظة أدفين حول “غياب البيئة الابتكارية” في القطاع التكنولوجي المحلي، حيث تحدّ ساعات العمل الطويلة وضغوط التسليم المتواصل من قدرة المهنيين على الإبداع أو التطوير.

وقد اعتبر كثيرون أن قصة أدفين ليست حالة معزولة، بل تعكس تحديات واسعة الانتشار في ثقافة العمل بعدد من دول الشرق الأوسط، حيث يشتكي المهنيون من انعدام المرونة، وعدم المساواة في الرواتب، وساعات العمل الطويلة، وسط بيئات مهنية تركز على الانضباط الشكلي بقدر تركيزها على الإنتاجية.

ورغم أن الإمارات تبقى وجهة عمل جذابة لكثيرين، تُظهر قصة أدفين وتجارب غيره أن المال وحده لا يكفي لتعويض غياب التوازن المهني والتنموي، أو توفير بيئة عمل حاضنة للإبداع والنمو.

You may also like

Leave a Comment