مصر ستقترح في القمة العربية تشكيل “لجنة فلسطينية” غير مرتبطة بحماس لإدارة قطاع غزة

by hayatnews
0 comment

نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن دبلوماسيين عرب، ومسؤول غربي كبير، والسيناتور الأمريكي كريس فان هولين: إن مصر ستقترح في القمة العربية المزمع عقدها في 4 مارس في القاهرة تشكيل لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين وقادة المجتمع المحلي، على ألا يكون أي منهم مرتبطًا بحركة حماس، لتولي إدارة غزة بعد الحرب.

وأشارت إلى أنه من المقرر أن يجتمع مبعوثو الدول العربية يوم الجمعة المقبل في السعودية لوضع التفاصيل، ثم مرة أخرى في قمة موسعة في 4 مارس في القاهرة.

وتابعت الصحيفة: منذ أن اقترح الرئيس ترامب تفريغ غزة من سكانها، طرح المسؤولون العرب أفكارًا أخرى لإعادة الإعمار، لكن الإجماع الناشئ يبدو وكأنه إعادة صياغة لخطط قديمة تحت عناوين جديدة.

وقال فان هولين، الذي تحدث خلال الأسبوع الماضي مع وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن حول الخطة: “سيركّز الكثير من النقاش على إقناع ترامب وآخرين بأنه نعم، هناك خطة قابلة للتطبيق لإعادة البناء، وسنستثمر الموارد هناك.”

وأضاف: “يرون أن ترامب رجل عقارات، وقد تحدث عن إعادة تطوير غزة. لذا، يريدون تقديم خطة توضح له أنه يمكن إعادة بناء غزة وتوفير مستقبل لمليوني فلسطيني، دون الحاجة إلى تهجيرهم.”

وأردفت الصحيفة: بعد أن صدم الرئيس ترامب العالم العربي الشهر الماضي باقتراحه طرد جميع سكان غزة من القطاع، أعادت إدارته طرح الفكرة على قادة الشرق الأوسط كمهمة يجب عليهم إيجاد بديل أفضل لها، وإلا فعليهم قبول رؤيته.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأسبوع الماضي: “كل هذه الدول تقول كم نهتم بالفلسطينيين، إذا كانت لدى الدول العربية خطة أفضل، فهذا رائع.”

الآن، تحاول حكومات عدة دول عربية فعل ذلك بالضبط. فممثلو مصر، الأردن، السعودية، قطر، والإمارات يعملون بهدوء على تنسيق رؤية بديلة لغزة، تقوم على تمويل وإشراف الدول العربية على إعادة الإعمار، مع إبقاء السكان في أماكنهم والحفاظ على إمكانية إقامة دولة فلسطينية، وفقًا لدبلوماسيين ومسؤولين مطلعين.

هل الأفكار المطروحة جديدة؟

على الرغم من تقديم هذه المبادرة كبديل جديد، إلا أنها ليست جديدة تمامًا. فقد روجت مصر لفكرة اللجنة التكنوقراطية منذ أشهر، واستضافت قيادات فلسطينية في القاهرة لمناقشتها. كما أن القادة العرب يطالبون منذ عقود بإقامة دولة فلسطينية تشمل غزة.

حتى الحكومة الإسرائيلية نفسها، ورغم مواقفها العلنية المتشددة، أشارت بشكل غير رسمي منذ أكثر من عام إلى انفتاحها على دور إشرافي للقادة العرب في غزة بعد الحرب.

العقبات نفسها منذ سنوات

لكن التحديات التي تواجه هذه الخطط قديمة قدمها نفسها.
•الإسرائيليون يعارضون أي خطة تمهّد لقيام دولة فلسطينية بعد الحرب.
•القادة العرب لن يدعموا أي خطة لا تحافظ على مسار يؤدي إلى دولة فلسطينية.
•السلطة الفلسطينية تريد أن يكون لها سيطرة كاملة على غزة، لكن فكرة اللجنة التكنوقراطية لا تمنحها ذلك بشكل واضح.
•حماس ترفض التخلي عن جناحها العسكري، وهو أمر غير مقبول لكل من إسرائيل وترامب، اللذين يطالبان بنزع سلاح الحركة بالكامل.

وقال إبراهيم دلالشة، مدير مركز هوريزون للأبحاث السياسية في رام الله: “أكبر تحدٍّ أمام القادة العرب هو تقديم خطة واقعية يمكن فرضها على الفصائل الفلسطينية، وفي الوقت نفسه أن تكون مقبولة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل. ستكون عملية معقدة للغاية.”

الأمن في غزة بعد الحرب: من سيتولى المهمة؟

هناك نقطة غامضة أخرى وهي: من سيتولى تأمين غزة بعد الحرب، ومنع حماس من مهاجمة إسرائيل؟

المسؤولون الإسرائيليون يريدون أن يحتفظ الجيش الإسرائيلي بحرية العمل داخل غزة لفترة طويلة، لكن هذا الترتيب يصعب على القادة العرب قبوله علنًا.

هل ترسل الدول العربية قوات؟

يأمل بعض المراقبين أن تقدم مصر ودول الخليج قوات أمنية خاصة بها. الشهر الماضي، سمحت مصر لشركة أمنية خاصة مصرية بإدارة نقطة تفتيش داخل غزة، وهو ما اعتبره بعض الدبلوماسيين نموذجًا أوليًا لعملية أمنية أوسع.

لكن ليس من الواضح ما إذا كانت الدول العربية مستعدة لإرسال قوات عسكرية لتأمين مساحة أكبر داخل القطاع. كما أنه من غير المرجح أن تقبل حماس بوجود أي قوات عربية، حتى لو لم تكن إسرائيلية.

وقال أسامة حمدان، مسؤول كبير في حماس، في مؤتمر عقد في قطر الأسبوع الماضي: “أي جهة تريد أن تحل محل إسرائيل سيتم التعامل معها كما يتم التعامل مع إسرائيل.”

إعادة إعمار غزة: الخطة الأكثر وضوحًا

أوضح جزء في الخطة المصرية هو إعادة إعمار غزة مع إبقاء سكانها داخل القطاع، وليس تهجيرهم إلى مصر أو الأردن، كما اقترح ترامب.

وقد طرح السيسي هذه الرؤية خلال لقاءات يوم الأحد مع رونالد لاودر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، وولي العهد الأردني الأمير حسين بن عبد الله.

وقال بيان الرئاسة المصرية إن السيسي ناقش مع الأمير الأردني “ضرورة البدء فورًا في إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير الفلسطينيين من أرضهم.”

لكن التفاصيل لا تزال غير واضحة

قال سمير فرج، وهو لواء متقاعد من الجيش المصري، في مقابلة، إن مصر ستعتمد على مجموعة من الشركات المحلية والدولية لإعادة إعمار غزة خلال فترة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات.

وأضاف أن المرحلة الأولى ستشمل زيادة المساعدات الإنسانية وإزالة الأنقاض، تليها بناء المستشفيات والمدارس والبنية التحتية.

You may also like

Leave a Comment