تتزايد المخاوف بشأن ارتفاع معدلات الجوع بشكل مثير للقلق في المجتمعات المتضررة من الصراعات، والحديث عن تفاقم مستويات انعدام الأمن الغذائي التي قد تؤدي إلى المجاعة.
والمجاعة هي مصطلح تقني، يشير إلى مواجهة السكان سوء التغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء.
وبحسب برنامج الغذاء العالمي فإنه عند الحديث عن مجاعة عندما تجتمع 3 شروط في منطقة جغرافية محددة، سواء كانت بلدة أو قرية أو مدينة أو حتى دولة:
- 20 % على الأقل من السكان في تلك المنطقة يواجهون مستويات شديدة من الجوع،
- 30 % من الأطفال في نفس المكان يعانون من الهزال أو النحافة الشديدة بالنسبة لأطوالهم،
- تضاعف معدل الوفيات مقارنة بالمتوسط. هذا المعدل بالنسبة للبالغين هو حالة وفاة واحدة لكل 10,000 يوميا، وبالنسبة للأطفال، حالتا وفاة لكل 10,000 يوميا”.
واعتبر برنامج الأغذية العالمي أن المجاعة هي اعتراف بالفشل الجماعي وإن وقت حدوثها ليس هو الوقت الذي يستدعي البدء في العمل.
والمجاعات اليوم تختلف عن تلك التي حدثت في السبعينيات والثمانينيات، عندما كان الجفاف هو المحرك الرئيسي لها في إثيوبيا ودول أخرى.
إذ قبل سنوات، عندما كانت المجاعة تحدث، كان بإمكان المرء أن يعرب عن الأسف ويقول ‘إننا لم نكن نعرف أن ذلك سيحدث. لو كنت أعلم لفعلت شيئا حيال ذلك’.
لكن اليوم، نرى الأزمات تحدث في الوقت الحقيقي أثناء حدوثها، لذلك لا يمكن أن نقول إننا لم نكن نعرف. العبء اليوم أكبر بكثير مما كان عليه في أي وقت مضى.
وتتم مراقبة انعدام الأمن الغذائي المرتبط بالمناخ عن كثب بفضل نظام التتبع التفصيلي الذي تستخدمه الوكالات الإنسانية أينما تعمل.
واليوم، أصبحت المجاعات أو مخاطر حدوثها مدفوعة إلى حد كبير بالصراعات، من الأرض الفلسطينية المحتلة إلى السودان واليمن.
وفي القرن الحادي والعشرين، تم تجنب المجاعات المرتبطة بالمناخ إلى حد كبير بفضل النظام المبتكر لتتبع الجوع الحاد، والذي تم تطويره خلال الأزمة في الصومال عام 2004 من قبل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، والذي تستخدمه الآن وكالات الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم.
يُطلق على هذا النظام اسم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو IPC، وقد تم استخدامه في 40 دولة.
ويعمل في التصنيف خبراء من 19 وكالة تابعة للأمم المتحدة – من منظمة الصحة العالمية إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) – وأربعة بلدان مانحة تساهم معا في جمع البيانات وتحليلها لقياس انعدام الأمن الغذائي وتوجيه الاستجابات الفعالة بشكل أفضل.
هذا النظام هو وسيلة لتبسيط البيانات المتعلقة بالأمن الغذائي والتغذية والوفيات بطريقة يمكن لصناع القرار استيعابها من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة. وبالنسبة للوكالات الإنسانية، يعد نظام التصنيف المتكامل عنصرا أساسيا في تشكيل خطط الاستجابة الإنسانية.
يتتبع تصنيف الأمن الغذائي الجوع، ولكنه أيضا يمكن أن يدق ناقوس الخطر قبل الانتشار المحتمل لسوء التغذية الحاد لتجنب تحوله إلى ظروف أكثر خطورة تهدد الحياة.