كشفت فرق الإغاثة التابعة للأمم المتحدة عن الوضع المتفاقم في مستشفيات شمال قطاع غزة، حيث لا يزال هناك مرضى وعاملون في المجال الصحي يعانون من تداعيات التصعيد الأمني الذي دخل أسبوعه الرابع، وذلك في ظل تقارير عن توغلات برية إسرائيلية موسعة.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن مستشفيي “الشفاء” و”القدس” في مدينة غزة، بالإضافة إلى المستشفى الإندونيسي شمال القطاع، تعرضت للقصف في بداية هذا الأسبوع. وأشار المكتب إلى أنه جاء ذلك بعدما تلقت هذه المنشآت دعوات متكررة من الجيش الإسرائيلي لإخلائها فورًا.
ووفقًا لتقديرات مكتب التنسيق الإنساني، يعيش حوالي 117 ألف نازح في العشرة مستشفيات التي لا تزال تعمل في مدينة غزة ومناطق شمال القطاع، وقد تلقت تلك المستشفيات “أوامر إخلاء متكررة” خلال الأيام الأخيرة.
على صعيد آخر، أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان، استنادًا إلى شهادات من موظفي مستشفى “الشفاء”، أن عمليات الولادة القيصرية الطارئة تتم بدون تخدير، في ظل نقص في الإمدادات الطبية والطاقة، وأطباء يقومون بتوليد أطفال مبتسرين لأمهات يحتضرن.
ومن جانبها، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) يوم الاثنين أن فرق الإغاثة التابعة لها في غزة ما زالت تقدم المساعدة الإنسانية لأكثر من 600 ألف شخص يلجؤون إلى ملاجئها، علمًا بأن طاقتها الاستيعابية تجاوزت ثلاثة أضعاف.
كما وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من 33 شاحنة دخلت قطاع غزة يوم الأحد عبر معبر رفح الحدودي مع مصر. تحمل هذه الشاحنات مواد ضرورية مثل المياه والغذاء والإمدادات الطبية. يعتبر هذا الوصول الضخم للمساعدات أكبر عملية توزيع من نوعها منذ استئناف القوافل المحدودة في أكتوبر الماضي.
وعلى الرغم من الترحيب بتلك المساعدات، أكد المكتب أن هناك حاجة ملحة لمزيد من المساعدات وبحجم أكبر بانتظام للحيلولة دون تدهور الوضع الإنساني المتردي في القطاع، بما في ذلك الاضطرابات المدنية التي قد تنجم عنها.
قبل الهجمات التي شنتها حماس في أكتوبر الماضي، كان يدخل قطاع غزة يوميًا حوالي 500 شاحنة وفقًا للتقارير.
وأكد المكتب تأكيده على أهمية دخول الوقود بشكل عاجل، حيث لم يُسمح بنقله عبر شاحنات المساعدات. يتطلب تشغيل المعدات الطبية ومرافق المياه والصرف الصحي وجود إمدادات وقود كافية.