من المقرر أن يصل مستشاران كبيران للرئيس بايدن إلى إسرائيل، الخميس، لمحاولة التوصل إلى اتفاق من شأنه إنهاء الحرب في لبنان والسماح للمدنيين النازحين من جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم، بحسب ما ذكرت ثلاثة مصادر على دراية مباشرة بالرحلة لموقع أكسيوس.
وقال الموقع إنه إذا تمكن مستشارا بايدن الكبيران آموس هوشتاين وبريت ماكجورك من التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بين إسرائيل وحزب الله خلال زيارتهما، فمن شأن ذلك أن يخفف بشكل كبير من حدة الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط لأول مرة منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل.
وزعم مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إنهم يعتقدون أن حزب الله، بعد الضربات التي تعرض لها خلال الشهرين الماضيين، بما في ذلك اغتيال زعيمه حسن نصر الله، أصبح مستعداً أخيراً لقطع علاقته بحماس في غزة.
قال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إنه من الممكن التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال بين إسرائيل وحزب الله خلال بضعة أسابيع.
وذكر مسؤولون إسرائيليون إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا مع عدد من الوزراء وكبار قادة القوات الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مساء الثلاثاء لمناقشة الصفقة المحتملة.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن مستشار بايدن عاموس هوشتاين ينتظر أن يقرر القادة الإسرائيليون ما إذا كانوا سيمضون قدما في الاتفاق قبل أن يسافر إلى إسرائيل.
وأضاف إن حقيقة حضور نتنياهو ومستشار بايدن بريت ماكجورك تشير إلى أن نتنياهو يؤيد السعي إلى التوصل إلى الاتفاق. ورفض البيت الأبيض التعليق.
وأعلن حزب الله، الثلاثاء، أن مجلس قيادته عيّن نعيم قاسم خلفاً لنصر الله.
وكان قاسم نائباً لنصر الله لمدة ثلاثين عاماً، لكنه كان شخصية أيديولوجية أكثر منه قائداً تنفيذياً. ووفقاً لتقرير في قناة العربية، فقد تم تعيينه الآن من أجل التركيز على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ويعمل هوكشتاين منذ أكثر من عام على التوصل إلى اتفاق من شأنه أن ينهي القتال بين إسرائيل وحزب الله.
لكن حزب الله رفض لعدة أشهر الموافقة على وقف إطلاق النار في لبنان طالما استمرت الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وفي الأسابيع الأخيرة، وبعد سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي أضعفت حزب الله بشكل كبير، بدأت المجموعة في تغيير مسارها.
وكان هوكشتاين قد زار بيروت الأسبوع الماضي وحصل على رد إيجابي من المسؤولين اللبنانيين حول إمكانية التحرك نحو وقف إطلاق النار بغض النظر عن الحرب في غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، كانت هناك أيضاً مؤشرات على مزيد من الانفتاح على إنهاء الحرب في لبنان.
قال مسؤولون إسرائيليون إن الجيش الإسرائيلي يقترب للغاية من إنهاء عمليته البرية في القرى الواقعة في جنوب لبنان والقريبة من الحدود مع إسرائيل.
وذكر المسؤولون أن الجيش الإسرائيلي أوصى نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت بأن الآن هو الوقت المناسب للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء القتال مع حزب الله وتجنب التورط في حرب في لبنان.
وخلف الكواليس قال مسؤولون إسرائيليون إن الاتفاق الذي يجري مناقشته يعتمد على إعادة تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى حرب عام 2006 في لبنان.
وذكر المسؤولون إن الاتفاق قيد النظر يتضمن إعلان وقف إطلاق النار، يليه فترة انتقالية مدتها 60 يوما.
خلال هذه الفترة الانتقالية، سينقل حزب الله أسلحته الثقيلة إلى الشمال من نهر الليطاني وبعيداً عن الحدود الإسرائيلية.
وسيقوم الجيش اللبناني بنشر نحو 8000 جندي على طول الحدود مع إسرائيل، والذين سينضمون إلى قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل هناك، وستقوم القوات الدفاع الإسرائيلي بالانسحاب تدريجياً إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود.
وقبل أسبوعين، قدمت إسرائيل إلى الولايات المتحدة وثيقة تتضمن شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان ، وفق ما ذكر موقع أكسيوس.
ومن بين المطالب الإسرائيلية السماح للجيش الإسرائيلي بالمشاركة في “تطبيق نشط” لضمان عدم قيام حزب الله بإعادة تسليح وبناء بنيته التحتية العسكرية في المناطق الجنوبية اللبنانية القريبة من الحدود.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنه في حين أن هذا الشرط لن يكون جزءًا من الاتفاق مع لبنان، فإن إسرائيل تريد خطاب تأكيدات من إدارة بايدن بأن الولايات المتحدة ستدعم هذا “التنفيذ النشط”.
ومن المتوقع أن يلتقي هوكشتاين وماكجورك مع نتنياهو وجالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
وسيقدم هوكشتاين لهم مقترحا رسميا بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، والذي صاغه بعد سماع مواقف الجانبين، وفقا للمسؤولين.