أطلقت أكثر من 100 منظمة إغاثية وإنسانية تحذيرًا شديد اللهجة، الأربعاء، من خطر “مجاعة جماعية” آخذة في الانتشار في قطاع غزة، وسط استمرار الحرب الإسرائيلية وتقييد تدفق المساعدات، ما يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر منذ قرابة عامين.
وفي بيان مشترك وقّعت عليه 111 منظمة، من بينها أطباء بلا حدود، إنقاذ الطفولة، وأوكسفام، دعت تلك الجهات إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح كافة المعابر البرية، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية “دون عوائق” عبر آليات تقودها الأمم المتحدة.
وجاء في البيان: “زملاؤنا ومن نخدمهم يخسرون حياتهم… الفلسطينيون عالقون في دوامة من الأمل واليأس، ينتظرون المساعدة ووقف إطلاق النار، ليستفيقوا يوميًا على واقع متدهور. إنه عذاب نفسي وجسدي… البقاء على قيد الحياة بات يبدو وكأنه سراب.”
وفيات بسبب الجوع وسوء التغذية
بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن أكثر من 21 طفلًا توفوا خلال الأيام الثلاثة الماضية نتيجة الجوع الحاد وسوء التغذية، في حين تشير تقديرات أممية إلى ارتفاع سريع في حالات سوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.
وأكدت الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات التي تديرها مؤسسة “غزة الإنسانية”، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل. وقد أثار هذا النظام البديل انتقادات واسعة، مع اتهامات بتقويض المنظومة الأممية لتوزيع الإغاثة وتقليل كفاءتها.
وتقول منظمات الإغاثة إن هناك عشرات المستودعات المحملة بالإمدادات الحيوية، بعضها موجود داخل غزة وأخرى على المعابر، لكنها عاجزة عن التحرك بسبب القيود اللوجستية وغياب الضمانات الأمنية.
وتحمل الأمم المتحدة إسرائيل المسؤولية عن تعثر إدخال وتوزيع المساعدات، مشيرة إلى أن القيود الأمنية المشددة ورفض التصاريح تؤدي إلى تكدّس الإمدادات ومنع دخولها، فضلًا عن تعرّض قوافل غير منسقة للنيران الإسرائيلية.
وفي خطاب ألقاه أمام مجلس الأمن، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الوضع الإنساني في غزة بأنه “رعب لا يُضاهى”، وقال إن “ما يواجهه سكان القطاع من هجمات وتجويع وانهيار للخدمات الأساسية لم يشهد له العالم مثيلًا في السنوات الأخيرة”.