مع استمرار الصراع في قطاع غزة، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية توترًا متزايدًا، مما يبرز أهمية وجود قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لحفظ السلام وتهدئة التوترات والمساهمة في منع اتساع نطاق الصراع.
أنشئت يونيفيل بموجب قراري مجلس الأمن 425 (1978) و 426 (1978) لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وتحقيق السلام والأمن الدوليين، ولمساعدة حكومة لبنان في تعزيز سيطرتها الفعلية على المنطقة.
وفي عام 2006، صدر قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أضاف مهام إضافية ليونيفيل، بما في ذلك رصد وقف الأعمال العدائية ومرافقة ودعم القوات المسلحة اللبنانية وتسهيل عودة النازحين، وكذلك تنسيق الأنشطة مع حكومتي لبنان وإسرائيل.
ومع زيادة التوترات، تواجه يونيفيل تحديات في تنفيذ مهامها، حيث أدى تبادل إطلاق النار اليومي إلى نزوح العديد من السكان المدنيين، بلغ عددهم حوالي 86,000 شخص خلال الأشهر الأربعة الماضية.
تعمل قوات يونيفيل على طول الخط الأزرق، الذي يمتد لمسافة 120 كيلومترًا على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. يتمثل دورها في مراقبة الوضع وتقديم المساعدة الطبية والدعم للمجتمعات المحلية، بالإضافة إلى تعزيز التواصل مع الجيش اللبناني.
وتعتبر اليونيفيل المنظمة الوحيدة التي تتحدث مع كلا الجانبين في الصراع، ويعمل رئيس البعثة وقائدها العام على نزع فتيل الصراع واستعادة الاستقرار في المنطقة المتأثرة.
مع استمرار التصعيد، يدرك المتحدث الرسمي لليونيفيل أندريا تينينتي خطورة الوضع الحالي ويحذر من احتمالية تفاقم الصراع وتداعياته، ويشدد على ضرورة التهدئة وإعادة الاستقرار في جنوب لبنان.
تجدر الإشارة إلى أن يونيفيل تضم أنحو 10,500 جندي من 45 دولة مختلفة، وتتعاون مع القوات اللبنانية والقوات الإسرائيلية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.