قوات الدعم السريع السودانية تأخذ دماء المدنيين الذين حاولوا الفرار من الفاشر

by hayatnews
0 comment

كشف شهود عيان وناجون وعمال إغاثة عن ممارسات وحشية قامت بها قوات الدعم السريع في شمال دارفور، تضمنت أخذ عينات دم بالقوة من المدنيين الذين حاولوا الفرار من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد سيطرة القوات شبه العسكرية على المدينة في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2025.

وقال أحد الناجين، الذي فضل استخدام اسم مستعار “آدم”، قال لموقع ميدل إيست آي البريطاني: “بوشاح ملفوف حول عينيّ، قام مقاتلو قوات الدعم السريع بحقن يدي وسحبوا دمي. كنت خائفًا من أن يأخذوا كل شيء وأموت، ولم يكن لديّ سبيل للمقاومة أو الفرار”.

وأضاف آدم أنه تم احتجازه في منزل قائد القوات، حيث شاهد عشرات المدنيين الآخرين يخضعون لنفس الإجراء، في ما بدا وكأنه “عيادة صغيرة مؤقتة لسحب الدم”.

وتأتي عمليات القمع هذه في سياق استيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر، المدينة التي كانت تحت الحصار لأكثر من 550 يومًا.

وأكد ميني ميناوي، القائد السابق للمتمردين وحاكم دارفور الذي انضم إلى القوات المسلحة السودانية، أن ما لا يقل عن 27 ألف شخص قُتلوا خلال ثلاثة أيام فقط في نهاية أكتوبر/تشرين الأول.

وأشار آدم إلى أن أكثر من 50 مدنيًا خضعوا لسحب الدم، في حين تم إجبار المحتجزين على القيام بالطبخ والتنظيف وغسل الملابس للجنود، قبل أن يُحتجزوا داخل حمامات صغيرة متسخة، ويُطلب منهم دفع فدية للإفراج عنهم.

“في هذه المرحلة، قررت أنا واثنان آخران الهرب خلال الليل”، قال آدم، موضحًا أن الرحلة إلى بلدة طويلة كانت مرهقة للغاية بسبب الإرهاق الناتج عن سحب الدم ونقص الطعام.

ولم تقتصر الممارسات الوحشية على مراكز الاحتجاز المؤقتة داخل الفاشر. وأفاد شهود وعمال إغاثة أن قوات الدعم السريع اعتقلت مدنيين على الطرق أثناء محاولتهم الفرار إلى طويلة، وسحبت دماءهم على الفور في سيارات عسكرية مجهزة.

وقال أحد الناجين: “كانوا يضحكون أثناء سحب الدم ويقولون لنا: أنتم عبيد، لن تموتوا، نحن بحاجة لذلك لجنودنا”.

وأكد أحمد، وهو مدرس سوداني، أنه شهد في يومي 27 و28 أكتوبر/تشرين الأول مقاتلي قوات الدعم السريع يسحبون دماء المدنيين وحتى العسكريين المحتجزين معهم.

وأضاف أن ما حدث بعد ذلك كان “أكثر الأعمال الوحشية”، حيث احتُجز حوالي 450 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال وكبار السن، في مدرسة الشهيد سراج لمدة ثلاثة أيام تقريبًا، مع منعهم من الفرار وسط القصف المكثف ووجود جثث ملقاة في الشوارع.

وبعد الإفراج عن أحمد بعد دفع فدية، اكتشف أن معظم الأشخاص الذين تركهم خلفه ربما اغتيلوا، مؤكداً أن هذا أسلوب ترهيب يُمارس بحق المدنيين لفرض الخوف والسيطرة.

من جهته، نفى المتحدث باسم قوات الدعم السريع، علاء الدين نقد، أي استخدام لدماء المدنيين، واصفًا التقارير بأنها “أكاذيب وحملة إعلامية مزيفة”، بينما وثقت عدة مصادر محلية ودولية، بما في ذلك عمال إغاثة، ممارسات سحب الدم كأحد أساليب القمع الوحشية التي تُمارس بحق المدنيين الفارين من الفاشر.

وتأتي هذه الانتهاكات في سياق حرب بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية منذ أبريل/نيسان 2023، أدت إلى نزوح ثلث سكان السودان، وتعتبر أكبر كارثة إنسانية في العالم، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وتكشف شهادات الضحايا وآثار الاعتقال التعسفي والاغتصاب والابتزاز بالفدية عن حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها المدنيون، وتضع القوات شبه العسكرية السودانية أمام تساؤلات خطيرة حول انتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

You may also like

Leave a Comment