كييف- على مدى أيام الحرب الروسية على أوكرانيا المستمرة منذ فجر 24 فبراير/شباط الماضي لجأ أكثر من 2.3 مليون أوكراني إلى دول الاتحاد الأوروبي، ونزح نحو 7 ملايين -حتى الآن- داخليا إلى مناطق في غرب البلاد أكثر أمنا.
واللافت هنا أمران، أولهما أن موجات النزوح واللجوء تشمل معظم المناطق الحدودية مع روسيا قبل غيرها، والتي لطالما اعتبرتها موسكو “مناطق رعايا” دونيتسك، ولوغانسك، وخاركيف، وسومي، وتشيرنيهيف، وثانيهما أن نسبة ضئيلة جدا فقط من أولئك “الرعايا” فضلوا اللجوء إلى روسيا.
وفي هذا الصدد، تشير إحصائيات أممية إلى أنه حتى تاريخ 9 مارس/آذار الجاري لجأ إلى روسيا نحو 53 ألفا و300 أوكراني، في حين لجأ إلى بيلاروسيا المجاورة نحو 400 شخص فقط.
ماريوبول المنكوبة نموذجا
وخير مثال قد يطرح هنا مدينة ماريوبول على بحر آزوف (جنوب شرقي أوكرانيا) التابعة إداريا لمنطقة دونيتسك بإقليم دونباس الذي يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على أجزاء واسعة منه.
وتتهم السلطات الأوكرانية روسيا باحتجاز نحو 400 ألف من سكانها كرهائن، في ظل انقطاع الكهرباء والمياه والغاز والتدفئة وتعمّد قصف المدينة و”الممرات الآمنة” للنازحين عنها “انتقاما منهم”، لأنهم فضلوا النزوح إلى مناطق أوكرانية أخرى بدلا من روسيا أو “جمهورية دونيتسك الشعبية” التي اعترفت بها.
وبالفعل، تتعرض الأحياء السكنية في مدينة ماريوبول لقصف عنيف طال أمس الأربعاء أحد مستشفيات الولادة فيها، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من النساء والأطفال والأطقم الطبية.
والحال مشابه أيضا في مدن رئيسية أخرى مثل خاركيف (شمالي إقليم دونباس) التي يفضل سكانها النزوح غربا وقضاء أيام طويلة على الطرقات بدلا من اللجوء إلى حدود روسيا التي تبعد عنهم نحو 30 كلم فقط.