قطر تقترب من تحقيق هدفها السياحي لعام 2030 قبل الموعد المحدد

by hayatnews
0 comment

أنفقت قطر مليارات الدولارات استعدادًا لاستضافة كأس العالم 2022، بهدف استغلال الحدث العالمي الكبير لتسليط الضوء على البلاد وتعزيز القطاع السياحي بشكل مستدام. وبعد ثلاث سنوات من البطولة، يبدو أن هذا الاستثمار قد بدأ يؤتي ثماره، حيث سجلت قطر نموًا ملحوظًا في أعداد السياح الدوليين، مما يضعها على المسار الصحيح لتحقيق أهدافها السياحية قبل الموعد المحدد.

في عام 2024، ارتفع عدد السياح الدوليين إلى 5.1 مليون، بزيادة قدرها 25% مقارنة بالعام السابق. كما شهدت قطر استقبال ما يقرب من مليوني زائر منذ بداية هذا العام، مما يعزز تفاؤل مسؤولي السياحة بأن الدولة قد تتجاوز هدفها الأصلي بحلول عام 2030. وفي مقابلة له في دبي، قال عبد العزيز علي المولوي، الرئيس التنفيذي لهيئة “قطر للسياحة”، إن هدف البلاد كان جذب ما بين 6 إلى 7 ملايين زائر بحلول 2030، لكنه أضاف أن قطر قد تحقق هذا الرقم في وقت أقرب.

هذه الطفرة في أعداد السياح تأتي في وقت حاسم بالنسبة لقطر، التي تعمل على تعزيز مكانتها كـ”عاصمة الرياضة”. حيث من المقرر أن تستضيف البلاد العديد من الفعاليات الرياضية الكبرى في المستقبل القريب، بما في ذلك كأس العالم للناشئين تحت 17 عامًا، وكأس العرب 2025، وسباق الفورمولا 1 في حلبة لوسيل الدولية. وتستعد قطر أيضًا للكشف عن فعالية ضخمة في نهاية نوفمبر المقبل، وصفها المولوي بأنها “فعالية ذات طابع عالمي”، دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية.

يسعى المسؤولون في قطر إلى أن تساهم السياحة بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وهو هدف قد يتحقق قبل عام 2030 بفضل هذا النمو الملحوظ في أعداد الزوار. ورغم أن الفعاليات الرياضية الكبرى قد جذبت آلاف المشجعين، فإن قطر تستهدف أيضًا أن تصبح وجهة سياحية على مدار العام، خاصة للعائلات الباحثة عن تجربة سياحية فاخرة بأسعار معقولة. وفي هذا السياق، قال المولوي: “قطر آمنة جدًا، نظيفة جدًا، وتضم فنادق عالية الجودة ومطاعم راقية بأسعار معقولة”.

من أجل تعزيز هذا الهدف، تعمل قطر على توسيع عروضها الفندقية والمنتجعية، مع التركيز على تطوير بنية تحتية متميزة للمؤتمرات والفعاليات. حيث تضم العاصمة الدوحة حاليًا حوالي 40,000 غرفة فندقية، مع خطط لبناء المزيد من الغرف في المستقبل القريب لتلبية الطلب المتزايد.

لكن على الرغم من هذه النجاحات، لا تخلو قطر من التحديات. فهي تواجه منافسة شرسة من دول المنطقة التي تسعى أيضًا لتوسيع حضورها السياحي. دبي، على سبيل المثال، تظل الوجهة السياحية الأبرز في الشرق الأوسط، بينما التزمت أبوظبي باستثمار 10 مليارات دولار لتوسيع حضورها الثقافي والسياحي. وفي الوقت نفسه، تسعى السعودية إلى جذب 70 مليون زائر أجنبي سنويًا بحلول 2030، بزيادة كبيرة عن نحو 30 مليون زائر في 2024.

على الرغم من هذه المنافسة القوية، تواصل قطر دفع جهودها السياحية بقوة لتحقيق أهدافها المستقبلية، ويبدو أن تلك الجهود ستثمر بشكل أسرع مما كان متوقعًا، مما يعزز من مكانتها كوجهة سياحية متميزة في المنطقة والعالم.

You may also like

Leave a Comment