تواجه صناعة الشحن البحري العالمية موجة أخرى من عدم اليقين مع إعادة توجيه تدفقات التجارة بسبب التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، مما يثير المخاوف بشأن تقلب الأسعار ويثير حالة من عدم اليقين بشأن الطلب على النقل.
والتعريفات الجمركية المتبادلة البالغة 10% على جميع الصادرات إلى الولايات المتحدة، مع فرض رسوم إضافية من المقرر أن ترفع إجمالي التعريفات الجمركية إلى 54% بالنسبة للصين، سوف تؤثر سلباً على الطلب على البضائع من الشركاء التجاريين الرئيسيين بما في ذلك الصين وفيتنام واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، وهو ما قد يؤثر بدوره على أسعار الشحن وأرباح شركات الشحن مثل NYK وCosco وMaersk وغيرها في الأرباع القادمة، وفقاً لمحللي بلومبرج إنتليجنس.
وفي تقرير صدر في الثالث من أبريل/نيسان، قالت بلومبرج إنتليجنس إن “فرض ترامب للرسوم الجمركية على الشركاء التجاريين في جميع أنحاء العالم من المرجح أن يؤدي إلى تسريع إعادة توجيه التجارة العالمية والتحولات الأساسية طويلة الأجل في الطلب على الشحن”.
ودخلت الرسوم الجمركية الأساسية التي فرضها ترامب، والبالغة 10% على واردات العديد من الدول إلى الولايات المتحدة، حيز التنفيذ يوم السبت، مما دفع موظفي الجمارك إلى تحصيل الرسوم في المطارات والموانئ البحرية ومستودعات الجمارك في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يبدأ تطبيق رسوم أعلى على سلع الشركاء التجاريين الأكبر حجمًا في 9 أبريل.
وأثارت هذه الخطوة مخاوف من اندلاع حروب تجارية دولية شاملة، وزادت من مخاطر الركود الاقتصادي، ودفعت بعض الدول إلى اتخاذ إجراءات انتقامية.
وردّت الصين على الرسوم الجمركية الأمريكية، حيث فرضت أكبر مستورد للنفط في العالم رسومًا جمركية بنسبة 34% على جميع وارداتها من الولايات المتحدة، اعتبارًا من 10 أبريل.
والجولة الأخيرة من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، والتي تهدد بالتحول إلى حرب تجارية، لا تقارن بالتدابير التي اتخذها بدءاً من عام 2017.
قال جودا ليفين، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة فريتوس: “الرسوم الجمركية واسعة النطاق ومرتفعة للغاية، مما يجعل البدائل المعفاة من الرسوم قليلة. بمعنى آخر، سترتفع تكاليف الاستيراد الأمريكية حتمًا”.
وأضاف: “ستؤدي الرسوم الجمركية الانتقامية أيضًا إلى انخفاض الطلب على الصادرات الأمريكية، مما يؤثر سلبًا على الزراعة والصناعة في الولايات المتحدة”.
وقد أدى ارتفاع الطلبات على السلع طويلة الأمد إلى دفع العديد من المستوردين الأميركيين إلى “تحميل” المخزونات مقدمًا منذ نوفمبر/تشرين الثاني تحسبًا لهذه التعريفات الجمركية الجديدة، وهو ما أبقى أحجام حاويات الاستيراد عبر المحيطات الأميركية أقوى من المعتاد منذ أواخر العام الماضي.
وقال ليفين “مع عدم تطبيق التعريفات الجمركية المتبادلة على البضائع المحملة قبل التاسع من أبريل، فقد نشهد تدافعا قصيرا للغاية من شأنه أن يدفع أسعار الحاويات والطلب إلى الارتفاع خلال الأيام القليلة المقبلة”.
وأضاف “بعد ذلك، من المرجح أن يتمكن العديد من المستوردين الذين تراكمت لديهم المخزونات من تقليص أو إيقاف الطلبات والشحنات مؤقتًا حتى تستقر الأمور بشأن الرسوم الجمركية.”
وذكر أن هذه الخطوة ستؤدي إلى “انخفاض أحجام وأسعار الحاويات، ربما بشكل كبير، قريبًا وقد تكون أحد العوامل التي ستتسبب في فترة ذروة موسمية هادئة للغاية هذا العام – على غرار الطريقة التي أدى بها التقدم المدفوع بالتعريفات في عام 2018 إلى انخفاض أسعار الحاويات والطلب عليها إلى حد ما في عام 2019”.
ومن المتوقع أن يكون تأثير الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضتها إدارة ترامب على شحن الحاويات هو الأشد، وفقًا لجمعية الشحن Bimco.
من منظور الشحن، سيتأثر قطاع الحاويات بشكل أكبر. وقد تم إعفاء العديد من ناقلات النفط والبضائع السائبة الجافة حتى الآن من زيادات الرسوم الجمركية، لكن معظم البضائع المشحونة في حاويات ستواجه زيادات في رسوم الاستيراد، وفقًا لـ نيلز راسموسن، كبير محللي الشحن في بيمكو.
