أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس، وحل الدولتين لتجنب أي مبادرة من شأنها تعريض هذا الحل للخطر.
وشدد غوتيريش لدى لقائه الممثلين الدائمين للمجموعة الثلاثية الموسعة للمجموعة العربية بالأمم المتحدة، على أن بناء المستوطنات وأعمال الطرد وتدمير المنازل، يخلق كما هائلا من الغضب والإحباط ليس فقط لدى الشعب الفلسطيني ولكن في مناطق أخرى كثيرة.
وقال إنه “من المشروع للغاية أن تطلب الجمعية العامة للأمم المتحدة رأي المحاكم فيما يتعلق بالقضايا التي تحظى باهتمام الدول الأعضاء بالجمعية”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن الحكومة الإسرائيلية تؤمن بحل الدولتين، قال الأمين العام إنه سؤال يخص الحكومة الإسرائيلية، مؤكدا عدم وجود خطة بديلة وأن رفض حل الدولتين يقوض إلى الأبد احتمالات تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
من جهته أعرب خالد الخياري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، عن “القلق إزاء أحداث الأسبوع الماضي في القدس”.
وكرر الخياري دعوة الأمين العام لجميع الأطراف إلى “الامتناع عن الخطوات التي من شأنها تصعيد التوترات في الأماكن المقدسة وحولها، وأن يحافظ الجميع على الوضع الراهن”.
وأوضح في كلمته خلال إحاطة مفتوحة حول “الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية”، أنه في 3 كانون الثاني/يناير، قام وزير الأمن القومي الإسرائيلي الجديد إيتمار بن غفير بزيارة إلى الأماكن المقدسة في القدس، مصحوبا بحراسة أمنية مشددة.
ولفت الخياري الانتباه إلى أن هذه الزيارة تعد الأولى لوزير إسرائيلي للموقع منذ عام 2017.
وكانت الصين والإمارات العربية المتحدة، في أعقاب زيارة الوزير الإسرائيلي هذه إلى المواقع المقدسة، قد طلبتا، في 3 من كانون الثاني/ يناير، عقد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة التطورات الأخيرة. وفي الرابع من كانون الثاني/يناير انضمت إليهما فرنسا ومالطا.
وفي حين أن الزيارة لم تكن مصحوبة أو متبوعة بالعنف، وفق ما أفاد به المسؤول الأممي أمام أعضاء مجلس الأمن، “إلا أنه يُنظر إليها على أنها تحريضية بشكل خاص بالنظر إلى دعوة السيد بن غفير السابقة لإجراء تغيرات في الوضع الراهن”.
وذكّر الأمين العام المساعد بما حصل في مرات عديدة في الماضي، قائلا “إن الوضع في الأماكن المقدسة في القدس هش للغاية. وأي حادث أو توتر يمكن أن ينتشر ويسبب العنف في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل وأماكن أخرى في المنطقة”.
مع أخذ هذا الواقع بعين الاعتبار، كرر الخياري “دعوة الأمين العام لجميع الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها أن تصعد التوترات في الأماكن المقدسة وحولها، وإلى تمسك الجميع بالوضع الراهن، تماشيا مع الدور الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية”.
وذكر أن السلطة الفلسطينية وآخرين كثيرين عبر أنحاء المنطقة والمجتمع الدولي، قد أدانوا بشدة زيارة الوزير الإسرائيلي “باعتبارها استفزازا يهدد بإثارة المزيد من إراقة الدماء. كما حذر كثيرون من أي تغييرات في الوضع الراهن في الأماكن المقدسة”.