عراقجي: إسرائيل تصنع “تهديداً وهمياً” لتبرير سياساتها ضد إيران

by hayatnews
0 comment

اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إسرائيل باختلاق “تهديد وهمي” بشأن برنامج الصواريخ الإيراني، بعدما زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن طهران تطوّر صواريخ باليستية قادرة على بلوغ المدن الأمريكية.

وقال عراقجي في منشور على منصة X (تويتر سابقاً) إن إسرائيل “تحاول تحويل القدرات الدفاعية الإيرانية إلى تهديد وهمي” من أجل تضليل الرأي العام العالمي وتبرير “عدوانها المستمر” ضد طهران، مضيفاً أن بلاده “لن تنجر إلى فخ الحرب الإعلامية” التي تروّجها تل أبيب.

وتأتي تصريحات الوزير الإيراني بعد مقابلة تلفزيونية أجراها نتنياهو مع المذيع الأمريكي بن شابيرو، زعم فيها أن إيران تعمل على تطوير “صواريخ باليستية عابرة للقارات يصل مداها إلى 8000 كيلومتر”.

وقال: “هذا يعني أن نيويورك وواشنطن وبوسطن وميامي ستكون في مرمى صواريخهم، بل حتى مار إيه لاغو مقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فلوريدا.”

ووصف عراقجي هذه التصريحات بأنها “محاولة فجة لإثارة الذعر في الغرب”، مضيفاً أن إسرائيل “تسعى إلى جرّ الولايات المتحدة مجدداً إلى سياسة المواجهة المفتوحة مع إيران بعد فشلها العسكري الأخير.”

الترسانة الإيرانية تحت المجهر

وفق تقرير قُدّم إلى الكونغرس الأمريكي في الصيف الماضي، تمتلك إيران واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ الباليستية المنتجة محلياً في الشرق الأوسط، من بينها صواريخ شهاب-3 بمدى يصل إلى 2000 كيلومتر، وهو مدى كافٍ لضرب الأراضي الإسرائيلية أو القواعد الأمريكية في المنطقة.

غير أن طهران تنفي باستمرار امتلاكها أو سعيها لتطوير أسلحة بعيدة المدى تتجاوز نطاق “الدفاع الإقليمي”، وتؤكد أن برنامجها الصاروخي “دفاعي بحت”، مصمم لردع الهجمات وليس لشنّها.

وفي الوقت ذاته، ردّ عراقجي على مزاعم إسرائيلية وغربية بشأن اقتراب بلاده من إنتاج سلاح نووي، قائلاً: “لم تكن هناك في أي وقت من الأوقات معلومات استخباراتية تثبت أن إيران كانت على بعد شهر واحد من تطوير قنبلة نووية.”

وأضاف أن إسرائيل “خدعت واشنطن” عندما دفعتها إلى شنّ هجمات جوية مشتركة في يونيو/حزيران الماضي استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، في إشارة إلى الحرب القصيرة التي استمرت 12 يوماً بين الطرفين.

حرب يونيو وتداعياتها

كانت الحرب المذكورة قد شهدت تصعيداً خطيراً بعد انضمام القوات الأمريكية إلى الضربات الإسرائيلية ضد منشآت داخل الأراضي الإيرانية.
وردّت طهران حينها بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة على أهداف إسرائيلية، وبضربة نوعية استهدفت أكبر قاعدة جوية أمريكية في قطر، قبل أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار في 24 يونيو بوساطة روسية–صينية.

ومنذ ذلك الحين، حذّر كبار القادة الإيرانيين من احتمال تجدد الصراع، مؤكدين أن إيران “لا تسعى للحرب، لكنها مستعدة تماماً لها إذا فُرضت عليها.”

إيران وإسرائيل… حرب الروايات

يُنظر إلى تبادل الاتهامات الحالي على أنه جزء من “حرب الروايات” المتصاعدة بين الطرفين، إذ تحاول إسرائيل تصوير إيران كخطر وجودي على الغرب لزيادة الضغط الدولي عليها، بينما تروّج طهران لرواية مفادها أن إسرائيل “تستخدم فزّاعة إيران” لتبرير سياساتها العسكرية والداخلية، ولا سيما بعد فشلها في تحقيق أهدافها في غزة ولبنان.

ويرى محللون أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تستهدف أيضاً تعزيز التنسيق مع واشنطن في ظل المفاوضات الجارية حول مستقبل الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط، بينما تسعى إيران إلى تأكيد أن برنامجها الصاروخي “شرعي ومشروع” في ضوء ما تعتبره تهديدات إسرائيلية مستمرة لأمنها.

You may also like

Leave a Comment