سيناتور أميركي يطرح إمكانية اتفاقية دفاعية مع لبنان شريطة نزع سلاح حزب الله

by hayatnews
0 comment

طرح السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام، خلال زيارة رسمية إلى بيروت يوم الاثنين، فكرة إمكانية توقيع اتفاقية دفاع مستقبلية بين الولايات المتحدة ولبنان، في حال تمكنت السلطات اللبنانية من تعزيز قدرات الجيش اللبناني ونزع سلاح حزب الله.

وقال غراهام في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية: “آمل أن أرى جيشًا لبنانيًا مدرّبًا جيدًا ومجهّزًا تجهيزًا حديثًا يحمي جميع اللبنانيين ويحظى بالاحترام بين كل الطوائف. إذا تحقق ذلك، يمكن أن نصل إلى علاقات أعمق مع واشنطن، بما في ذلك اتفاقية دفاعية”.

وشدد على أن استمرار وجود حزب الله كقوة مسلحة خارج إطار الدولة يشكل “جدارًا أمام النمو والتكامل في المنطقة”، داعيًا القادة اللبنانيين إلى اتخاذ “قرارات صعبة بسرعة” من أجل مستقبل البلاد.

وأضاف غراهام: “هذا مجتمع تعددي يتميز بتنوعه الديني والثقافي. المسيحيون هنا قادرون على ممارسة عبادتهم بحرية، وهو أمر نادر في الشرق الأوسط. نصيحتي أن تحافظوا على هذا التنوع، لكن لا بد من إيجاد طريقة لنزع سلاح حزب الله، وإلا ستبقى الكثير من الأبواب مغلقة”.

واعتبر أن نزع سلاح الحزب سيُمهّد الطريق أمام لبنان للحصول على دعم أوسع من المجتمع الدولي، ويفتح الباب أمام شراكات دفاعية واقتصادية أكبر مع الولايات المتحدة والدول الغربية.

خطوة حكومية مثيرة للجدل

تأتي تصريحات غراهام عقب تصويت مجلس الوزراء اللبناني مؤخرًا على خطة مدعومة أميركيًا تدعو إلى نزع سلاح حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى، والتأكيد على حصرية السلاح بيد الدولة.

وتُعدّ هذه الخطوة إشارة إلى استعداد بعض الأوساط السياسية اللبنانية للمضي قدمًا في ملف طالما كان من أكثر القضايا حساسية وانقسامًا داخليًا، في ظل رفض حزب الله ومؤيديه لأي مسعى يضعف قوته العسكرية التي يعتبرونها “درعًا ضد إسرائيل”.

وزيارة غراهام إلى بيروت شملت أيضًا جولة في السفارة الأميركية حيث أشاد بضحايا هجمات حزب الله عام 1983 التي استهدفت البعثة وثكنات مشاة البحرية. ويُنظر إلى زيارته كرسالة واضحة إلى السلطات اللبنانية مفادها أن توسيع العلاقات مع واشنطن، بما في ذلك المساعدات العسكرية والاقتصادية، سيكون مشروطًا بالتقدم في تفكيك الحزب.

غراهام، المعروف بدعمه القوي لإسرائيل ومواقفه الصارمة ضد إيران، قال في تصريحات سابقة لصحيفة ذا ناشيونال إن “أكبر مشكلة إقليمية هي إيران الخارجة عن السيطرة”، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “سيضعها في صندوق” عبر مزيد من الضغوط والعقوبات.

دور الجالية اللبنانية في الخارج

أعرب السيناتور الجمهوري عن تفاؤله بمستقبل لبنان مستندًا إلى ما وصفه بـ”نجاحات الجالية اللبنانية في الخارج”، التي تُقدّر بنحو 20 مليون نسمة. وقال:

“لدينا الكثير من اللبنانيين في بلدنا (الولايات المتحدة)، وهم أدوا بشكل جيد للغاية. يمكن أن يكون لهم دور في دعم لبنان وتطوير اقتصاده إذا تمت إزالة العقبات السياسية والأمنية”.

وزيارة غراهام سبقتها تحركات دبلوماسية أميركية، إذ من المقرر وصول المبعوثين الأميركيين توم باراك ومورغان أورتاغوس إلى بيروت بعد اجتماعات أجروها في إسرائيل. وذكرت تقارير أن الوفد الأميركي ضغط على تل أبيب لتقليص هجماتها على الأراضي اللبنانية وسط تصاعد التوترات الحدودية.

وكان باراك، الذي يشغل منصب المبعوث الأميركي إلى سوريا والسفير السابق لدى تركيا، قد صرح الشهر الماضي أن القوات المسلحة اللبنانية تُعتبر “الوسيط الأفضل والمحايد والموثوق به” في الأزمة الراهنة، لكنه أقر بأنها تعاني من “ميزانية محدودة للغاية”، الأمر الذي جعل قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة تسد الفجوة بـنحو عشرة آلاف جندي.

وفي لقائه الأخير مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، قال باراك إن القادة اللبنانيين “قاموا بدورهم”، مضيفًا: “ما نحتاج إليه الآن هو أن تمتثل إسرائيل لهذه المصافحة المتساوية”.

تحديات معقدة أمام الطموحات الأميركية

رغم الطرح الأميركي المتكرر حول تقوية الجيش اللبناني وتوقيع اتفاقية دفاع مستقبلية، إلا أن العقبات على الأرض تبقى كبيرة. فحزب الله يملك قوة عسكرية معتبرة وشبكة نفوذ سياسي واجتماعي عميقة، ويعتبر نفسه جزءًا من منظومة “محور المقاومة” المدعوم من إيران.

ويرى محللون أن أي محاولة لنزع سلاح الحزب ستواجه رفضًا داخليًا واسعًا من أنصاره، إضافة إلى تعقيدات إقليمية مرتبطة بالصراع مع إسرائيل.

ومع ذلك، تُظهر تصريحات غراهام أن واشنطن تسعى لاستخدام أدوات الضغط الدبلوماسي والعسكري والاقتصادي لتغيير موازين القوى في لبنان، مع إبقاء الباب مفتوحًا أمام اتفاقية دفاع مشروطة بمستقبل حزب الله.

You may also like

Leave a Comment