أعلنت وسائل إعلام سورية رسمية، نقلاً عن أجهزة الأمن، أن قوات الأمن في محافظة اللاذقية اعتقلت مجموعة وصفتها بـ”خلية إرهابية” يشتبه في تخطيطها لعمليات اغتيال تستهدف شخصيات وناشطين بارزين في المدينة، وأشارت التقارير الأولية إلى وجود شبهات تربط هذه الخلية برجل الأعمال رامي مخلوف.
وفقاً لبيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، فان المعتقلين كانوا يخططون “لسلسلة من عمليات الاغتيال” في اللاذقية، وأن التحقيقات ما تزال جارية لتحديد جميع ملابسات القضية وارتباطاتها المحتملة، مع الإشراف على الملف من قِبَل جهات مكافحة الإرهاب تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.
ولم تتضمن التصريحات تفاصيل مفصّلة عن طبيعة الأدلة التي تربط مخلوف بالملف أو أسماء الأهداف المزعومة.
ويفتح الربط الإعلامي برامي مخلوف الباب أمام سياق سياسي أوسع: فقد فقد مخلوف، الذي كان واحداً من أبرز رجال الأعمال في عهد الأسد، حظوته قبل سنوات ودخل في خلافات علنية مع قيادات سابقة، وترددت تقارير متعددة خلال الفترة الماضية عن صلات واتهامات متبادلة وتوقيفات لحسابات أفراد من الدائرة القديمة للنظام.
ومع ذلك، فإن مزاعم تمويل خلايا أو تجنيد مجموعات مسلحة تحتاج إلى تحقيق مستقل ومصادر متعددة للتحقق منها.
وشهد المشهد الأمني في الساحل الغربي لسوريا (اللاذقية) خلال الأشهر الماضية عمليات توقيف متفرقة طالت عناصر يُزعم انتماؤها لخلية أو مجموعات مسلحة مرتبطة بفصائل أو شخصيات من النظام السابق، بحسب بيانات رسمية وتصريحات أمنية سابقة.
كما يشهد المشهد السياسي مرحلة انتقالية مع تحديات أمنية في مناطق عدة، ما يعقّد تقييم الدوافع والخلفيات وراء كل اعتقال.
ومن المهم التنبيه إلى أن المعلومات الصادرة حتى الآن تأتي من مصادر حكومية رسمية وإعلام محلي، ولم يتسنَّ بعد الحصول على تأكيد مستقل من أطراف محايدة أو من محامين يمثلون المعتقلين أو عائلاتهم.
وقد سجلت تغطية وسائل الإعلام الإقليمية والدولية تبايناً في تناول القضية، مع دعوات لانتظار نتائج التحقيقات الرسمية وملف الأدلة قبل استخلاص استنتاجات نهائية.
وعليه تبقى القضية محل متابعة؛ إذ إن إحالة الملف إلى أجهزة مكافحة الإرهاب ونتائج التحريات القضائية ستحدد مدى صحة الاتهامات ومدى ارتباط أية شخصية بارزة — إن وُجدت — بالتمويل أو التوجيه.
وسيكون لتطورات هذا الملف انعكاسات سياسية وأمنية محتملة في الساحل الغربي السوري، خصوصاً إذا ما اتسع نطاق الاعتقالات أو كشفت التحقيقات عن شبكات أوسع.