ستارمر يواجه ضغوطًا إماراتية بشأن بيع التليغراف

by hayatnews
0 comment

ذكرت صحيفة التليغراف البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يواجه ضغوطًا إماراتية بشأن بيع التليغراف في وقت تعتبر أبوظبي الأمر مسألة “كرامة”.

وبحسب الصحيفة فإنه عندما تدخلت لوسي فريزر، وزيرة الثقافة السابقة، لوقف بيع صحيفة التلغراف لصندوق مدعوم من أبو ظبي، كان واضحاً أن محاولة الدولة الخليجية السيطرة على وسائل الإعلام البريطانية لن تكون سلسة.

ومع ذلك، قلة كانوا يتوقعون أنه بعد عام كامل، ستظل شركة RedBird IMI محتفظة بالصحيفة، بينما يمنعها القانون من السيطرة عليها.

بالنسبة لموظفي صحيفة التلغراف، كان هذا العام بمثابة فترة جمود، حيث تعذر على المديرين التنفيذيين اتخاذ قرارات استراتيجية، في وقت تشهد فيه صناعة الإعلام تغيرات سريعة.

وصفت أليس إندرز، محللة الإعلام، الصحيفة بأنها “مثل سفينة شبح تائهة في فيلم قراصنة الكاريبي”.

وأضافت: “هذا الوضع يضر بالأشخاص الذين يعملون هناك – الصحافة مهنة صعبة للغاية – والبقاء في هذا الوضع الغامض لأكثر من عام ليس جيداً للمؤسسة من حيث تماسكها وتوجهها”.

التدخل القانوني الأول

بدأت القصة في نوفمبر الماضي عندما أصدرت فريزر إخطار تدخل للمصلحة العامة (PIIN)، مما أدى إلى تحقيق تنظيمي في صفقة معقدة كانت تتضمن قيام RedBird IMI بسداد دين قدره 1.2 مليار جنيه إسترليني لبنك Lloyds نيابة عن المالكين السابقين، عائلة باركلي.

وكان من المقرر أن يتحول جزء كبير من هذا الدين إلى ملكية صحيفة التلغراف ومجلة سبيكتاتور.

بعد شهور من التدقيق ومعارضة من أعضاء البرلمان عبر الأحزاب، تم إلغاء الصفقة في مارس بعد إصدار قوانين جديدة تحظر السيطرة الأجنبية على الصحف البريطانية.

بيع لم يتم بعد

مع انتشار التداعيات الدبلوماسية، أعادت RedBird IMI عرض كل من صحيفة التلغراف ومجلة سبيكتاتور للبيع. ونجح السير بول مارشال، الملياردير وصاحب قناة GB News، في شراء مجلة سبيكتاتور مقابل 100 مليون جنيه إسترليني – وهو سعر فاق توقعات RedBird IMI.

لكن بيع صحيفة التلغراف لم يتم حتى الآن. فقد قدم دافيد إيفيون، رجل الأعمال المغمور الذي يدير موقع The New York Sun، أعلى عرض ويخوض حالياً مناقشات حصرية.

ومع ذلك، انسحب عدة مستثمرين محتملين من دعم عرض إيفيون، مما أثار تساؤلات حول قدرته على جمع أكثر من 500 مليون جنيه إسترليني لشراء الصحيفة.

ومع بقاء أسبوع فقط على انتهاء المفاوضات في نهاية الشهر، تتزايد الشكوك بشأن قدرة RedBird IMI على استرداد تكاليفها.

هذه المشكلات أثارت تكهنات بأن RedBird IMI، التي يملكها نائب رئيس الإمارات الشيخ منصور، كانت متفائلة بشكل مفرط بشأن عملية البيع.

تعقيدات قانونية وتنظيمية

ورغم مرور عام على إصدار إخطار التدخل للمصلحة العامة، لا تزال هناك أسئلة قانونية وتنظيمية. فرغم أن الحكومة السابقة أقرت قوانين جديدة بشأن ملكية الصحف الأجنبية، إلا أن التشريعات الثانوية التي تحدد الاستثناءات لهذه القواعد لم تصدر بعد.

كانت فريزر قد صرحت بأنها تفكر في فرض حد أقصى بنسبة 5٪ على الاستثمار الأجنبي الحكومي، ولكن لم يتم تحديد هذا الحد بعد. في المقابل، اقترح الوزراء زيادة الحد إلى 10٪ للشركات المتنوعة التي تمثل ملكيتها للصحف البريطانية أقل من 20٪ من إجمالي إيراداتها العالمية.

وفي الوقت نفسه، لا تزال صحيفة التلغراف تحقق أرباحاً، حيث سجلت أرباح تشغيلية بلغت 54.2 مليون جنيه إسترليني في عام 2023، بزيادة أكثر من الثلث عن العام السابق.

لكن هذه الأرباح لا تُستثمر في مستقبل الصحافة. إذ تُدفع عشرات الملايين من الجنيهات كرسوم للمستشارين وسداد قروض، بما في ذلك قرض بقيمة 60 مليون جنيه إسترليني من بنك Lloyds.

الضغط على ستارمر

مع استعداد السير كير ستارمر للسفر إلى الإمارات والسعودية الشهر المقبل، في محاولة لجذب استثمارات أجنبية، من المرجح أن يواجه أسئلة صعبة حول كيفية إنهاء هذا الملف الشائك.

تقول إندرز إن العملية “اختبرت كرامة الشيخ منصور بشكل كبير”.

وأضافت أن التأخيرات الطويلة في التشريعات الثانوية أثارت تكهنات بأن رئيس الوزراء قد يفتح الباب لتخفيف القواعد، مما يسمح ببقاء بعض الأموال المرتبطة بـ RedBird IMI ضمن الصفقة.

هكذا، ومع بدء رحلته إلى الخليج، قد يجد ستارمر نفسه مضطراً للإجابة على أسئلة صعبة حول مصير الصفقة الإماراتية المقترحة بشكل نهائي.

You may also like

Leave a Comment