دول الخليج تنفي رفض مقترح مصر بإنشاء قوة دفاعية في قمة الدوحة

by hayatnews
0 comment

نفت دول مجلس التعاون الخليجي صحة التقارير التي تحدثت عن رفضها مقترحًا مصريًا لتشكيل قوة دفاعية إقليمية على غرار حلف شمال الأطلسي خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقدت في الدوحة منتصف سبتمبر/أيلول.

وجاء هذا النفي بعد أن نقل موقع ميدل إيست آي البريطاني، عن دبلوماسي مصري أن دول الخليج، وتحديدًا قطر والإمارات، رفضت الفكرة تحت ضغط أميركي، وهو ما وصفه مسؤول خليجي بأنه “ادعاءات كاذبة” تهدف إلى إظهار المجلس في صورة سلبية.

تفاصيل الخلاف المزعوم

أشار التقرير المصري إلى أن القاهرة اقترحت في القمة إنشاء قوة دفاعية إقليمية تتولى “حماية الدول الأعضاء من التهديدات الخارجية، وخاصة إسرائيل”.

لكن الدبلوماسي المصري قال إن المقترح اصطدم بخلافات حول قيادة القوة: مصر رأت أنها الأحق بقيادة الآلية، بينما طالبت السعودية بأن تكون هي القائد.

وأشار المصدر إلى أن الولايات المتحدة ضغطت بقوة لوقف الفكرة، مفضلة أن تقتصر استجابة الدول العربية على بيانات تضامن مع غزة وإدانة إسرائيل، من دون أي خطوات عسكرية ملموسة.

النفي الخليجي: لا مقترح ولا رفض

نفى مسؤول خليجي بارز هذه الرواية في تصريح لموقع ميدل إيست آي، مؤكدًا أن “التقارير الإعلامية التي تزعم أن قطر والإمارات عرقلتا تشكيل قوة دفاعية إقليمية لمواجهة العدوان الإسرائيلي، باطلة تمامًا”.

وأضاف أن “أي اقتراح من هذا النوع لم يُطرح خلال القمة”، مشيرًا إلى أن البيان الختامي عكس إجماعًا عربيًا وإسلاميًا على إدانة إسرائيل ودعم غزة.

كما شدد المسؤول على أن مثل هذه الادعاءات “تضر بمناقشات الأمن الإقليمي الجارية” وتسيء إلى صورة مجلس التعاون الخليجي في لحظة سياسية حساسة.

القمة: بين التوقعات والنتائج

القمة، التي ترأسها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عُقدت بعد أيام من الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة على العاصمة القطرية الدوحة في 9 سبتمبر/أيلول، والتي أسفرت عن مقتل ستة أشخاص بينهم العريف القطري بدر سعد محمد الحميدي الدوسري.

وقد أثارت العملية غضبًا عربيًا واسعًا ورفعت سقف التوقعات بشأن قرارات قوية ضد إسرائيل.

لكن النتيجة اقتصرت على الدعوة إلى اجتماع لمجلس الدفاع المشترك واللجنة العسكرية العليا، من دون الإعلان عن إجراءات ردعية مباشرة.

ووفق دبلوماسي مصري، فإن القاهرة كانت تأمل في موقف أكثر صرامة، سواء عبر خطوات عملية ضد إسرائيل أو على الأقل إعلان رفض قاطع لأي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة إلى سيناء.

خلف الكواليس: ضغوط وتوازنات

قالت مصادر دبلوماسية أخرى إن النقاشات الجانبية، خصوصًا بين وزراء خارجية دول الخليج ونظيرهم المصري بدر عبد العاطي، كشفت أن الوزراء رأوا أي خطوة عسكرية ضد إسرائيل “عقيمة” في هذه المرحلة.

واعتبروا أن الخيار الأفضل هو الضغط على واشنطن للتدخل وإجبار حكومة نتنياهو على وقف إطلاق النار.

ويُعتقد أن النفوذ الأميركي لعب دورًا محوريًا في كبح الطموحات المصرية. فواشنطن، وفق المصادر، لا تريد فتح جبهة عربية عسكرية جديدة، وتركز على إدارة الحرب في غزة ضمن معادلة تضمن مصالحها في المنطقة.

قطر تطالب باعتذار علني

على صعيد متصل، كشفت تقارير أميركية أن قطر اشترطت استمرار دورها كوسيط رئيسي في محادثات وقف إطلاق النار على تقديم اعتذار علني من إسرائيل عن الضربة التي استهدفت الدوحة.

وكان رئيس الوزراء القطري قد ناشد المجتمع الدولي مباشرة عقب الهجوم بضرورة تقديم نتنياهو إلى “العدالة”.

ورغم أن إسرائيل أنكرت في البداية مسؤوليتها، إلا أن تقارير استخباراتية مسرّبة أشارت إلى أن العملية كانت مخططة لاستهداف قادة حماس، من بينهم خليل الحية وخالد مشعل وزاهر جبارين، الذين نجوا من الهجوم.

وتأتي هذه التطورات بينما تدخل الحرب الإسرائيلية على غزة عامها الثاني. ووفق بيانات إسرائيلية مسرّبة نقلتها تقارير دولية، فإن أكثر من 238 ألف فلسطيني قُتلوا أو جُرحوا أو فُقدوا منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن نحو 80% من الضحايا حتى مايو/أيار الماضي كانوا من المدنيين.

You may also like

Leave a Comment