نيويورك تايمز: ضربات إسرائيل دقيقة مع إيران ومتهورة في غزة

by hayatnews
0 comment

خلص تحقيق نشرته نيويورك تايمز الأمريكية إلى أن ضربات إسرائيل تبدو دقيقة مع إيران ومتهورة في قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في حوالي الساعة الخامسة من مساءً يوم الاثنين، انطلقت طائرات حربية إسرائيلية عبر الحدود السورية، وضربت مبنى قنصلي في دمشق وقتلت كادراً من كبار القادة العسكريين الإيرانيين بدقة متناهية أكسبت إسرائيل الخوف والاحترام العسكريين في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وبعد عدة ساعات من ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي نفسه الصواريخ على قافلة مساعدات على طريق ساحلي في قطاع غزة، وهي عملية فاشلة خلفت سبعة قتلى من عمال الإغاثة الأجانب وتضررت جرائها سمعة إسرائيل واضطر قادتها إلى الاعتراف بسلسلة من الأخطاء القاتلة وسوء التقدير.

وقالت الصحيفة إن الكيفية التي يمكن بها لواحد من أفضل الجيوش تجهيزًا وأفضل تدريبًا في العالم أن ينفذ ضربة خطيرة على أراض أجنبية ثم يتعثر بمثل هذه العواقب المأساوية في غزة يثير مجموعة من الأسئلة الصعبة – ليس أقلها كيف يفرض الجيش الإسرائيلي قواعد الاشتباك في حربه في غزة.

يعزو المسؤولون الإسرائيليون الغارة على منظمة الإغاثة العالمية (المطبخ المركزي العالمي) إلى عوامل شائعة في الحرب: ساحة معركة معقدة، حيث يختلط المقاتلون بالمدنيين؛ وانخفاض الرؤية بسبب حلول الليل، ووجود هدف متحرك مما أعطى القادة دقائق فقط لاتخاذ القرارات.

في المقابل كانت غارة دمشق عملية قد تم التخطيط لها بدقة وفي توقيت محدد ضد هدف ثابت، ومن المرجح أن تتم الموافقة عليها على أعلى المستويات في الجيش والحكومة الإسرائيلية.

تشير التفاصيل التي قدمها أعضاء في الحرس الثوري الإيراني إلى أن إسرائيل كانت لديها معلومات استخباراتية حتى لحظة الغارة، بما في ذلك عندما غادر السفير ومدنيون آخرون المبنى وأن القادة الإيرانيين الرئيسيين كانوا هناك للقاء مسلحين فلسطينيين لمناقشة الحرب في غزة.

في المقابل، قال محللون عسكريون في إسرائيل والولايات المتحدة إن التفسيرات الإسرائيلية لا تأخذ في الاعتبار بشكل كامل ما حدث على طول ساحل غزة ليلة الاثنين.

وقال العديد منهم إن القتل العرضي لعمال الإغاثة كان نتيجة متوقعة لأسلوب الاشتباك الذي استخدمته القوات الإسرائيلية في حملتها العسكرية منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

يقول ياجيل ليفي، الأستاذ والخبير في شؤون قوات الدفاع الإسرائيلية في جامعة إسرائيل المفتوحة: “لم تكن المسألة تتعلق بالدقة لأن الضربة كانت دقيقة للغاية” وأضاف: “لم تكن المسألة تتعلق بالإهمال، لأن الإجراء تم اتخاذه بعد دراسة الظروف عن كثب”.

وتابع: “في غزة، فإن الجيش الإسرائيلي ملتزم بقتل أكبر عدد ممكن من مقاتلي حماس وفي كثير من الحالات، فإن استهداف مقاتلي حماس يجري بالتعارض مع مبدأ احترام حصانة المدنيين”.

وقال البروفيسور ليفي إن قوافل المساعدات في قطاع غزة يتم إرشادها في كثير من الأحيان من قبل مسلحين محليين لمنع تعرض إمداداتهم للتلف أو السرقة، وبالنسبة للجيش الإسرائيلي، الذي يستخدم طائرات بدون طيار لمراقبة القوافل، فإن هذا يزيد من احتمال أن يشكل بعض الركاب أهدافًا قتالية مشروعة.

ضرب الإسرائيليون قافلة المطبخ المركزي العالمي بعد أن قامت بتسليم الإمدادات من رصيف المراكب الصغيرة إلى أحد المستودعات.

وكانت المركبات الثلاث في طريق العودة عندما شن الجيش الإسرائيلي ثلاث هجمات وتم تدمير اثنتين من المركبات، وظهرت فتحة كبيرة في سقف الثالثة بجوار الشعار الذي يشير إلى أنها تابعة لمنظمة World Central Kitchen، وهي مؤسسة خيرية أسسها الشيف خوسيه أندريس.

ويقول أندريس إن الجيش كان سيعرف مواقع عماله لأنه كان على اتصال بهم وقال “لم يكن هذا مجرد موقف سيئ الحظ حيث أسقطنا القنبلة في المكان الخطأ”.

وشبه البعض هذه الحادثة بضربة جوية أمريكية بطائرة بدون طيار في أفغانستان عام 2022 أسفرت عن مقتل 10 أشخاص أبرياء، من بينهم سبعة أطفال.

وقد استندت الضربة الاميركية كما هو الحال في غزة، إلى صور جوية بالفيديو وجاء ذلك بعد أن أدى تفجير انتحاري إلى مقتل ما لا يقل عن 182 شخصًا، من بينهم 13 جنديًا أمريكيًا، خلال الانسحاب الأمريكي المحموم من البلاد.

وتحت ضغط شديد لتجنب هجوم آخر، اعتقد الجيش الأمريكي أنه كان يتعقب إرهابيًا كان على وشك ان يفجر قنبلة أخرى ولكن الجيش قتل عامل إغاثة أفغانياً وتسعة من أفراد عائلته.

يقول جون ناجل، أستاذ دراسات الحرب القتالية في كلية الحرب العسكرية الأمريكية في كارلايل بولاية بنسلفانيا: “لقد فقدنا للتو جنودًا بسبب قنبلة، وكان هناك خوف من خطر قنبلة أخرى، إن الرغبة في حماية القوات تغلبت على قرار حماية المدنيين”.

وقال البروفيسور ناجل، إن الهجوم على السفارة في دمشق “تم تنفيذه بشكل لا تشوبه شائبة”.

وأضاف أن الإسرائيليين “سيطروا على وقت ومكان العملية، وكانت في موقع ثابت وكان الجزء الأصعب من تلك المهمة هو جمع المعلومات الاستخبارية، وليس العملية العسكرية.

ولا تزال إسرائيل تواجه تداعيات دولية بسبب الضربة، التي ألحقت أضرارا جسيمة بفيلق القدس الإيراني، وهو الجهاز العسكري والاستخباراتي الخارجي التابع للحرس الثوري الإسلامي.

وأعربت سوريا وإيران عن غضبهما، في حين أعرب المسؤولون الأمريكيون عن مخاوفهم من أن يؤدي ذلك إلى ضربات انتقامية ضد إسرائيل أو حليفتها الولايات المتحدة.

إلا أن الغارة الفاشلة في غزة جلبت موجة عالمية من الازدراء على إسرائيل، التي أصبحت بالفعل أكثر عزلة دبلوماسيا وقالت عائلة أحد عمال الإغاثة القتيلين، جون تشابمان، في بيان: “لقد مات وهو يحاول مساعدة الناس وتعرض لعمل غير إنساني”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يضرب فيها الجنود الإسرائيليون مدنيين عن طريق الخطأ، ففي ديسمبر/كانون الأول، أطلقت اسرائيل النار عن طريق الخطأ على ثلاثة رهائن إسرائيليين في مدينة غزة، مما أثار غضباً في إسرائيل.

وفي يناير/كانون الثاني، أطلقت دبابة إسرائيلية النار على قافلة تابعة لشركة بالتل، أكبر شركة اتصالات في غزة، مما أدى إلى مقتل اثنين من الفنيين، بحسب الشركة وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في الحادث لكنه لم يعلن عن أي نتائج.

وتزيد هذه الحوادث من الضغوط التي تواجه إسرائيل في ضوء ارتفاع عدد القتلى في غزة، ووفقا لمسؤولي الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس، قُتل أكثر من 32 ألف شخص خلال ستة أشهر من الحرب، كثير منهم من الأطفال.

 

You may also like

Leave a Comment