أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس جدري القردة الذي تفشى منذ حوالي عام لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا.
في الوقت نفسه حذر مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن هذا الإعلان- ومثلما هو الحال مع كوفيد-19- لا يعني أن العمل قد انتهى، منبها إلى أن جدري القردة لا يزال يفرض تحديات كبيرة على الصحة العامة التي تحتاج إلى استجابة قوية واستباقية ومستدامة، على حد تعبيره.
وأفاد بتسجيل أكثر من 87 حالة إصابة بالمرض و140 حالة وفاة من 111 دولة حول العالم.
جدري القردة هو مرض يسببه فيروس جدري القردة. ويمكن أن يتسبب في حدوث طفح جلدي مؤلم وتضخم للغدد الليمفاوية وحمى. ويتعافى معظم الناس منه تماما، في غضون أسابيع قليلة، لكن البعض منهم يصابون بمرض شديد.
ينتشر المرض بطرق عدة من بينها مخالطة المصابين، عن طريق اللمس أو التقبيل أو الاتصال الجنسي، أو ملامسة الحيوانات المصابة لدى صيدها أو سلخها أو طهيها.
وقد انتشر المرض بسرعة في تموز/يوليو الماضي، لكن الدكتور تيدروس قال إن منظمة الصحة العالمية شعرت بالتفاؤل إزاء الاستجابة السريعة للبلدان.
وأضاف “نرى الآن تقدما كبيرا في السيطرة على تفشي المرض بناء على الدروس المستقاة من فيروس نقص المناعة البشرية والعمل بشكل وثيق مع المجتمعات الأكثر تضررا”.
انخفضت الحالات التي تم تسجيلها خلال الأشهر الثلاثة الماضية بنسبة 90 في المائة، مقارنة مع الأشهر الثلاثة التي سبقتها.
وأشاد تيدروس بعمل المجموعات المجتمعية، وسلطات الصحة العامة، قائلا إن عملهم كان “حاسما لإبلاغ الناس بمخاطر المرض، وتشجيع ودعم تغيير السلوك، ومناصرة إيصال الاختبارات واللقاحات والعلاجات لتكون في متناول الناس الأكثر احتياجا”.
وتركزت حالات الإصابة بالفيروس بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، وخاصة أولئك الذين يمارسون الجنس مع أكثر من شريك.
وعلى الرغم من أن وصمة العار كانت مصدر قلق رئيسيا بشأن إدارة جدري القردة- ولا تزال تعيق الوصول إلى الرعاية، إلا أن تيدروس أعرب عن امتنانه لعدم حدوث ردة فعل عنيفة ضد المجتمعات الأكثر تضررا.
وعلى الرغم من الاتجاه التنازلي في عدد الحالات، لكن الفيروس مستمر في التأثير على جميع المناطق، بما في ذلك أفريقيا، حيث “لا يزال انتقال العدوى غير مفهوم بشكل جيد”.
ولفت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الانتباه إلى الخطر الخاص الذي يتهدد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية دون علاج، وحث البلدان على الاستمرار في توفير القدرة على الاختبار والاستعداد للاستجابة السريعة إذا ارتفعت الحالات مرة أخرى.
وتابع “يُوصى بدمج الوقاية من الجدري ورعايته في البرامج الصحية الحالية، للسماح باستمرار الوصول إلى الرعاية، والاستجابة السريعة لمعالجة حالات تفشي المرض مستقبلا”.
ستواصل منظمة الصحة العالمية العمل من أجل دعم الوصول إلى التدابير المضادة مع توفر المزيد من المعلومات حول فعالية التدخلات.