ماسك يعلن عن صفقة توريد شرائح كبرى بين تيسلا وسامسونج إلكترونيكس

by hayatnews
0 comment

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، إيلون ماسك، في وقت متأخر من مساء الأحد، عن توقيع شركته صفقة ضخمة مع شركة سامسونج إلكترونيكس الكورية، لتوريد شرائح أشباه الموصلات المتقدمة، تُقدّر قيمتها بـ 16.5 مليار دولار، في خطوة من شأنها تعزيز قدرات تيسلا في مجال الذكاء الاصطناعي وتسريع تطوير تقنياتها الخاصة بالمركبات الكهربائية ذاتية القيادة.

وقال ماسك في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “سيُخصص مصنع سامسونج العملاق الجديد في تكساس لإنتاج شريحة AI6 من الجيل التالي لصالح تيسلا. من الصعب المبالغة في الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع”.

تفاصيل الصفقة
كانت سامسونج قد أعلنت، يوم السبت، عن اتفاق توريد ضخم لأشباه الموصلات دون الكشف عن هوية الطرف المتلقي. وجاء إعلان ماسك ليفك هذا الغموض، مؤكدًا أن شركته هي المستفيدة الأساسية من هذه الصفقة.

وبموجب الاتفاق، ستقوم سامسونج بتصنيع الجيل السادس من شرائح الذكاء الاصطناعي (AI6) المصممة خصيصًا لتيسلا، والتي ستُستخدم في تحسين وظائف القيادة الذاتية والتعلم الآلي داخل أنظمة سيارات تيسلا المستقبلية.

وأشار ماسك إلى أن سامسونج تُنتج حاليًا الجيل السابق AI4، بينما تتولى شركة TSMC (شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية العملاقة) تصنيع شريحة AI5 التي انتهى تصميمها مؤخرًا، في منشآتها بتايوان، على أن يتم نقل الإنتاج لاحقًا إلى منشأة أخرى في أريزونا.

تعاون هندسي مباشر وموقع استراتيجي
وأوضح ماسك أن تيسلا ستشارك بشكل مباشر في تعظيم كفاءة التصنيع داخل مصنع سامسونج في تكساس، مشيرًا إلى أن موقع المصنع “مناسب للغاية” لقربه من مقر إقامته، مما سيمكنه من الإشراف شخصيًا على المشروع.

وكتب ماسك: “هذه نقطة حاسمة. سأتابع بنفسي سير العمل لتسريع وتيرة التقدم. التعاون العميق في التصنيع عنصر رئيسي في تحقيق التفوق التكنولوجي”.

ويمثّل هذا التعاون بين الشركتين تحولًا مهمًا في خارطة سلاسل التوريد العالمية، ويعكس التوجه المتسارع لدى شركات التكنولوجيا الكبرى نحو تنويع شركاء التصنيع وتقليل الاعتماد على آسيا، في ظل التوترات الجيوسياسية والقيود التجارية المتزايدة.

سياق أوسع: سباق الذكاء الاصطناعي
تأتي هذه الصفقة في وقت تحتدم فيه المنافسة العالمية على الهيمنة في سوق شرائح الذكاء الاصطناعي، وهي المكونات الأساسية التي تغذي نماذج التعلم العميق، القيادة الذاتية، ومعالجة البيانات الضخمة.

وكانت سامسونج قد أقرت العام الماضي بتأخرها في هذا السباق، في ظل سيطرة شركات مثل NVIDIA وTSMC على قطاعات واسعة من السوق، خاصة بعد انفجار الطلب على وحدات معالجة الذكاء الاصطناعي في أعقاب إطلاق نماذج مثل GPT-4 وClaude.

ويُنظر إلى الصفقة مع تيسلا على أنها محاولة من سامسونج لاستعادة موقعها كمنافس رئيسي في سوق شرائح AI، خصوصًا في مجالات تطبيقية مثل النقل الذكي والمركبات المستقبلية.

تيسلا وتوسيع البنية التكنولوجية
بالنسبة لشركة تيسلا، فإن هذا التعاون يعكس تحولها المستمر نحو كونها شركة ذكاء اصطناعي بقدر ما هي شركة سيارات.
وتستثمر تيسلا بكثافة في تطوير رقائقها الخاصة، بعدما قررت قبل سنوات تقليل اعتمادها على مورّدين خارجيين لصناعة وحدات الحوسبة.

ويرى محللون أن الصفقة مع سامسونج تمثّل خطوة استراتيجية على طريق استكمال بناء نظام رقمي مغلق تتمتع فيه تيسلا بالتحكم الكامل في أجهزة وبرمجيات القيادة الذاتية.

رد فعل سامسونج والتوقعات
لم تصدر سامسونج تعليقًا رسميًا حتى مساء الأحد بشأن تصريحات ماسك، رغم أن مراقبين يتوقعون إعلانًا مشتركًا خلال أيام لتفاصيل الصفقة، بما في ذلك جداول التسليم والمواصفات التقنية.

وبحسب شركة أبحاث “تشيب إنسايت”، فإن الشراكة بين تيسلا وسامسونج قد تؤدي إلى تعزيز الاستثمارات في مصانع تكساس، وربما إلى توظيف آلاف الفنيين والمهندسين لتوسيع الطاقة الإنتاجية.

وتمثل صفقة توريد الشرائح الجديدة بين تيسلا وسامسونج واحدة من أهم التحالفات الصناعية في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، وتُبرز تزايد ترابط قطاعات السيارات والتكنولوجيا المتقدمة.
في عالم تتسارع فيه المنافسة حول شرائح السيليكون، يبدو أن إيلون ماسك يعيد مرة أخرى صياغة قواعد اللعبة – من داخل تكساس هذه المرة.

You may also like

Leave a Comment