تعهّدات عالمية بقيمة 1.9 مليار دولار في أبوظبي لدعم القضاء على شلل الأطفال

by hayatnews
0 comment

أعلن عدد من قادة العالم وفاعلي الخير وشركاء الصحة العالمية، خلال فعالية “الاستثمار في الإنسانية” ضمن أسبوع أبوظبي المالي، عن حزمة تعهّدات مالية بقيمة 1.9 مليار دولار مخصّصة لدعم الجهود الدولية الرامية إلى القضاء الكامل على شلل الأطفال، في خطوة وُصفت بأنها قد تشكل “انتصارًا تاريخيًا للبشرية”.

ويُتوقع أن تساهم هذه التعهدات في حماية 370 مليون طفل سنويًا من المرض، وتعزيز النظم الصحية في الدول الفقيرة والهشة، في ظل تحديات متزايدة تعصف ببرامج المساعدات العالمية وتقلّص التمويل الدولي للقطاع الصحي.

وشهد الحدث الذي استضافته مؤسسة محمد بن زايد الإنسانية، بالشراكة مع المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال (GPEI)، مشاركة شخصيات بارزة، من بينها الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وبيل غيتس رئيس مؤسسة غيتس، إلى جانب ممثلين رفيعي المستوى من الحكومات والمؤسسات الدولية.

وقال الدكتور تيدروس إن العالم “يقف على أعتاب القضاء النهائي على شلل الأطفال”، مضيفًا أن الدعم المالي الجديد سيكون جزءًا أساسيًا في “الوصول إلى جميع الأطفال في الدول التي لا يزال المرض مستوطنًا فيها، ووقف تفشي السلالات المتحورة حول العالم”.

وتشمل قيمة التعهدات نحو 1.2 مليار دولار من التمويل الجديد، ما يساهم في تقليص فجوة الموارد ضمن الاستراتيجية العالمية لاستئصال المرض للفترة 2022 – 2029 إلى 440 مليون دولار فقط.

مرض يرفض أن يختفي

شلل الأطفال، وهو مرض فيروسي معدٍ لا علاج له، كان يسبب الشلل لآلاف الأطفال يوميًا في أكثر من 125 دولة. ونجحت الجهود الدولية في خفض الإصابات بنسبة 99.9% منذ إطلاق المبادرة العالمية لاستئصاله، إلا أن الخطر لم ينته بعد.

ولا يزال فيروس شلل الأطفال البري متوطنًا في أفغانستان وباكستان، في حين تظهر بين الحين والآخر حالات ناجمة عن السلالات المتحورة في عدة دول، كما حدث في غزة عام 2024 عندما أصيب طفل يبلغ من العمر 10 أشهر بالشلل، في أول حالة تُسجّل منذ 25 عامًا.

كما اكتشفت السلطات في ألمانيا الفيروس في مياه الصرف الصحي بمدينة هامبورغ عام 2024، في مؤشر على قدرة المرض على العبور رغم التقدم التاريخي في مكافحته.

وقد ضمت قائمة التعهّدات المعلنة في أبوظبي:
1.2 مليار دولار من مؤسسة بيل وميليندا غيتس
450 مليون دولار من منظمة روتاري الدولية
154 مليون دولار من باكستان
140 مليون دولار من مؤسسة محمد بن زايد الإنسانية
100 مليون دولار من مؤسسة بلومبرغ الخيرية
62 مليون دولار من ألمانيا
46 مليون دولار من الولايات المتحدة

ويأتي هذا التمويل في وقت حرج، حيث تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفاضًا في المساعدات الخارجية بنسبة تتراوح بين 9% و17% في عام 2025.

وقالت تالا الرمحي، ممثلة مؤسسة محمد بن زايد الإنسانية، إن هذه التعهدات “بالغة الأهمية” في ظل تقلص التمويل الدولي وارتفاع أعباء الأزمات العالمية.

وأوضحت الرمحي أن الوصول إلى الأطفال في المناطق المعزولة أو المتضررة من النزاعات يمثل “التحدي الأصعب”، مؤكدة ضرورة العمل مع الزعماء المحليين والدينيين لتعزيز حملات التطعيم.

نحو عالم خالٍ من شلل الأطفال

يرى الخبراء أن النجاح في القضاء الكامل على شلل الأطفال سيجعل منه ثاني مرض يصيب البشر يتم استئصاله نهائيًا بعد الجدري عام 1980، وسيوفر على العالم أكثر من 33 مليار دولار بحلول عام 2100.

وقال بيل غيتس إن العالم قطع “99.9% من الطريق”، مضيفًا أن المرحلة المتبقية “تتطلب تصميمًا وتمويلًا يعكس حجم الإنجاز المنتظر”.

ويُعد مؤتمر التبرعات هذا الثالث من نوعه الذي تستضيفه أبوظبي، بعد مؤتمري 2013 و2019 اللذين جمعا 6.6 مليار دولار لدعم جهود المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.

ومع تصاعد الأزمات الصحية حول العالم، يرى المشاركون أن هذا الزخم المالي الجديد يعطي دفعة قوية للوصول إلى الهدف التاريخي: عالم بلا شلل أطفال، وحماية كل طفل من مرض يمكن منعه بلقاح بسيط وآمن.

You may also like

Leave a Comment