حملة تطعيم ضد شلل الأطفال تستهدف 1.3 مليون طفل في اليمن

by hayatnews
0 comment

أطلقت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع وزارة الصحة اليمنية وبدعم من اليونيسف ومبادرة القضاء على شلل الأطفال العالمية، حملة تطعيم وطنية ضد شلل الأطفال تستهدف نحو 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية.

وستستمر الحملة لمدة ثلاثة أيام، وتشمل 12 محافظة، بمشاركة قرابة 7000 فريق تطعيم، منهم 6000 فريق جوّال يزور المنازل مباشرة، و800 فريق يعمل من خلال المراكز والمرافق الصحية، بحسب بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية.

خطر حقيقي يهدد الأطفال

قالت الدكتورة فريما كوليبالي زيربو، ممثلة منظمة الصحة العالمية في اليمن، إن “اليمن يواجه خطرًا حقيقيًا لعودة انتشار فيروس شلل الأطفال، في ظل استمرار الحرب الأهلية وتدهور النظام الصحي وصعوبة الوصول إلى المياه النظيفة”.

وأضافت: “مع تأكيد حالات إصابة جديدة بالفيروس في عام 2025، فإن حملات التطعيم ضرورية لوقف سلاسل انتقال العدوى وحماية الأطفال من هذا المرض المُنهك”.

وكان اليمن قد سُجّلت فيه أكثر من 280 حالة إصابة مؤكدة بشلل الأطفال منذ عام 2021، توزعت على 19 محافظة من أصل 22، وجميعها تقريبًا كانت في صفوف الأطفال دون سن الخامسة، وهو ما يضع الملايين من الأطفال في دائرة الخطر، لا سيما في المناطق التي تعاني من ضعف التغطية الصحية وتفشي سوء التغذية.

تراجع التغطية وزيادة الهشاشة

تشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن اليمن كان خاليًا من شلل الأطفال لعقود، لكنّ الوضع تغيّر منذ عام 2020، حيث شهدت التغطية الوطنية للتطعيم ضد الفيروس تراجعًا من 58% في عام 2022 إلى 46% في عام 2023، بسبب الحرب، وتدهور البنية التحتية، والقيود المفروضة على التنقل.

وحذر بيتر هوكينز، ممثل منظمة اليونيسف في اليمن، من أن استمرار هذا التراجع يعرض حياة الأطفال للخطر، قائلاً: “هذه الحملة خطوة ضرورية ومستعجلة لضمان ألا يُصاب أي طفل بالشلل بسبب فيروس يمكن منعه بسهولة”.

وأضاف هوكينز: “لا يزال خطر شلل الأطفال وشيكًا، وخاصةً على الأطفال الذين لم يحصلوا على التطعيم. ومن خلال هذه الحملة، يمكننا حماية أطفال اليمن وضمان مستقبل أكثر أمانًا لهم”.

دعم دولي واستجابة ميدانية

تسعى الحملة إلى توفير حماية مناعية واسعة، وسط ظروف صعبة تعاني فيها المنظومة الصحية من نقص التمويل، وانقسام المؤسسات بين أطراف النزاع، وتزايد الاحتياجات الإنسانية. ويعوّل القائمون على الحملة على الدعم المجتمعي والتعاون مع الأسر للوصول إلى كل طفل محتاج.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أنها تعمل على تدريب فرق التطعيم وتوفير سلاسل التبريد اللازمة للحفاظ على فعالية اللقاحات، إلى جانب إعداد حملات توعية لتشجيع الأهالي على السماح بتطعيم أطفالهم.

رسائل إنسانية

دعت المنظمات الدولية المانحين والمجتمع الدولي إلى زيادة الدعم الإنساني لليمن في مجال الصحة العامة، محذرة من أن استمرار الانخفاض في معدلات التطعيم يُنذر بمزيد من التفشيات، ليس فقط لشلل الأطفال، بل أيضًا لأمراض أخرى يمكن الوقاية منها مثل الحصبة والكوليرا.

وفي ظل الأزمة الممتدة التي تشهدها البلاد، تمثل هذه الحملة بصيص أمل في جهود حماية الأطفال اليمنيين، وتجديدًا للثقة في قدرة التعاون الدولي على حماية المجتمعات من الأمراض الفتاكة حتى في أكثر البيئات هشاشة.

You may also like

Leave a Comment