كيف خسرت تركيا 12 جندياً أمام حزب العمال الكردستاني في العراق؟

by hayatnews
0 comment

أثار الهجومان المزدوجان اللذان شنهما حزب العمال الكردستاني الانفصالي في شمال العراق خلال عطلة نهاية الأسبوع وأدى إلى مقتل 12 جنديًا تركياً ، موجة من الانتقادات في وسائل الإعلام التركية ضد الاستراتيجية العسكرية التي تستخدمها القوات المسلحة التركية.
وشن حزب العمال الكردستاني، الذي يتخذ من جبال قنديل شمال العراق مقرا له، أول هجوم مفاجئ يوم الجمعة على موقع يسمى سور تيبي في منطقة هاركوك الواقعة على الحدود مع تركيا في شمال شرق العراق، مما أسفر عن مقتل ستة جنود أتراك.
وفي اليوم التالي، تسلل المسلحون إلى موقع تسيطر عليه تركيا في الغرب، في ريف آميدي في دهوك، مما أسفر عن مقتل ستة جنود أتراك إضافيين. كلتا البؤرتين، رغم بعدهما عن بعضهما البعض، مناطق جبلية ذات ظروف شتوية قاسية.
توغلت أنقرة منذ عام 2019 بشكل أعمق في الأراضي العراقية في إطار عملية “المخلب لوك”، وأنشأت سلسلة من المعسكرات المؤقتة لمنع حزب العمال الكردستاني من التحرك نحو تركيا باستخدام أسلحة مثل الطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية.
ويشن حزب العمال الكردستاني صراعا ضد الدولة التركية منذ الثمانينات، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص. وصنفت تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني على أنه جماعة إرهابية بسبب الهجمات التي نفذها على المدنيين.
وقال مصدر تركي مطلع على هجمات نهاية الأسبوع إن حزب العمال الكردستاني نجح في هذه الهجمات بسبب عاصفة ثلجية وضباب كثيف في المنطقتين، حيث لا تستطيع الطائرات بدون طيار تتبع تحركاته والمراقبة محدودة. وتحدث المصدر دون الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام.
وقال المصدر إن الجيش عزز منطقة سور تيبي بفرعين إضافيين من قوات الكوماندوس، مضيفا أنه “على الرغم من إصابة قائد الكتيبة خلال النزاع، إلا أنه لم يتنازل عن القيادة والإدارة، وبالتالي منع وقوع خسائر فادحة”.
وقال مصدر أمني ثان إن الهجوم الثاني، الذي وقع في ريف دهوك، كان عنيفاً، حيث اشتبك الجانبان “بالأيدي” تقريباً لأكثر من ساعتين في منطقة ضيقة للغاية. وزعم المصدر أن 12 من مسلحي حزب العمال الكردستاني قتلوا نتيجة لذلك.
ومع ذلك، دفعت الهجمات الكثيرين إلى التشكيك في جدوى وضع الجنود الأتراك في معسكرات مؤقتة مغطاة بالثلوج، خاصة بعد تسرب لقطات تظهر المواقع إلى وسائل الإعلام، وحيث يصعب للغاية التعزيز والإمداد بسبب المسافة إلى الحدود.
يُزعم أن اللقطات تظهر الظروف القاسية للموقع العسكري التركي في سور تيبي.
وقال العقيد التركي المتقاعد أوركون أوزيلر لمحطة تلفزيون تركية، اليوم السبت، إن العملية التركية الحالية “خاطئة من الناحية الاستراتيجية والتكتيكية” بسبب بعد المسافة عن المناطق الحدودية التركية.
وقال مصدر ثالث إن الجيش لم يتمكن من إنشاء قواعد دائمة في الأراضي العراقية في تلك المناطق لأن حكومة إقليم كردستان، التي تسيطر فعليا على المنطقة، عارضت الفكرة.
وذكر المصدر أن “المواقع في هذه المناطق لم يتم التخطيط لها لتكون قواعد دائمة بسبب اعتراضات وتحفظات المحاورين في العراق”. وأضاف “تجري عمليات تناوب متكررة للقوات في المنطقة.

You may also like

Leave a Comment