في خطوة عاجلة لمواجهة الحرائق التي تجتاح بعض المناطق الريفية في تركيا، أعلنت السلطات التركية عن إغلاق مضيق الدردنيل أمام حركة الملاحة البحرية. ويأتي هذا القرار بعد اندلاع حرائق كبيرة في ولاية جاناكالي، مما أدى إلى توقف حركة الشحن بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط.
إغلاق مضيق الدردنيل وتأثيره على حركة الملاحة
قالت وزارة النقل التركية في تصريح لصحيفة “ذا ناشيونال” إن حركة المرور في مضيق الدردنيل توقفت مؤقتًا في كلا الاتجاهين بسبب الحرائق. وتعد هذه الخطوة ضرورية للحفاظ على سلامة حركة الملاحة في المضيق، الذي يعتبر من أبرز الممرات المائية التي تربط البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة بالبحر الأسود.
المضيق يشهد مرور حوالي 100 سفينة يوميًا، مما يعكس أهميته الاستراتيجية والاقتصادية في المنطقة. وعلى الرغم من تعليق حركة الشحن، لم يتم تحديد الجدول الزمني للفتح المحتمل للمضيق، حيث تشير التقديرات إلى أن الإغلاق قد يستمر حتى منتصف الليل.
حرائق غابات تجتاح جاناكالي
كانت ولاية جاناكالي، الواقعة على الساحل الغربي لتركيا، من أكثر المناطق تأثرًا بحرائق الغابات التي اندلعت في الأيام الأخيرة. وقال حاكم المنطقة إن فرق الإطفاء تعمل على مدار الساعة من الجو ومن خلال الفرق البرية لمكافحة النيران التي تواصل الانتشار بسرعة.
وتمكنت الحرائق من التسبب في أضرار جسيمة في المناطق الريفية، مما دفع السلطات المحلية إلى اتخاذ تدابير احترازية، بما في ذلك إخلاء بعض المنشآت الهامة مثل دار رعاية المسنين وحرم جامعة جاناكالي أونسيكيز مارت. وذكر المسؤولون أن النيران كانت تقترب بشكل خطير من هذه المنشآت، مما استدعى إخلاء السكان كإجراء وقائي.
ارتفاع عدد الضحايا وسط الحرائق
على الرغم من الجهود المستمرة من فرق الإطفاء، أسفرت حرائق الغابات في تركيا عن مقتل أكثر من 12 شخصًا خلال الأسابيع الأخيرة. وقد ازدادت شدة الحرائق بسبب درجات الحرارة الصيفية المرتفعة والرياح القوية التي تساعد على انتشار النيران بسرعة أكبر في المناطق الجافة.
وحذر المسؤولون المحليون من أن الرياح القوية المتوقع هبوبها خلال عطلة نهاية الأسبوع قد تزيد من تعقيد جهود السيطرة على الحرائق، مما يثير المخاوف من امتداد الأضرار في الأيام القادمة.
تأثير الحرائق على المجتمع والاقتصاد
تأتي هذه الحرائق في وقت حساس بالنسبة لتركيا، حيث يعاني العديد من سكان المناطق المتضررة من الأضرار الكبيرة التي لحقت بمنازلهم وأراضيهم الزراعية. بالإضافة إلى الخسائر البشرية، هناك مخاوف من تأثير هذه الحرائق على الاقتصاد المحلي، خاصة في قطاع الزراعة والسياحة في منطقة جاناكالي.
وقد أظهرت الصور التي بثتها وسائل الإعلام التركية رجال إطفاء يضطرون لترك شاحناتهم على طرق الغابات بعدما التهمتها النيران، ما يعكس حجم التحديات التي يواجهها العاملون في مكافحة الحرائق.
وإغلاق مضيق الدردنيل هو جزء من الإجراءات الطارئة التي اتخذتها تركيا لمواجهة الوضع الحرج الناتج عن حرائق الغابات التي تهدد حياة الإنسان والبيئة على حد سواء. في ظل الظروف الجوية المتقلبة وارتفاع درجات الحرارة، يظل التركيز منصبًا على احتواء الحرائق ومنع المزيد من الخسائر البشرية والمادية في المنطقة.