لماذا كان ترامب واثقًا من أن إيران تبني قنبلة نووية؟

by hayatnews
0 comment

في تطوّر لافت يعكس خطورة المرحلة التالية في الصراع الإقليمي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يعتقد أن إيران كانت تعمل بنشاط على تطوير سلاح نووي، مؤكدًا أن هذه القناعة استندت إلى معلومات استخباراتية تفصيلية شاركتها معه إسرائيل. ويأتي هذا التصريح في سياق تعليق له على وقف إطلاق النار الأخير بين إيران وإسرائيل، الذي وصفه بأنه ضروري بعد “صراع طويل لدرجة أن الطرفين لا يعلمان ما يفعلانه بحق الجحيم”.

بحسب تحليل نشره الصحفي ديفيد إغناشيوس في واشنطن بوست، فإن قناعة ترامب تستند إلى سلسلة من المعطيات الاستخباراتية التي تُظهر أن إيران لم توقف برنامجها النووي العسكري كما تزعم، بل أعادت تشغيله تحت غطاء من السرية عقب عام 2003، تاريخ إعلان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) توقف مشروع التسلح الإيراني المعروف باسم “عماد”.

من “عماد” إلى “SPND”

تقول الاستخبارات الإسرائيلية إن إيران واصلت أبحاثها النووية في مواقع سرية بعد عام 2003، حيث تم نقل معدات حساسة من مواقع مثل ورامين ولافيسان-شيان إلى مستودعات أخرى مثل ترقوز آباد. كما يُعتقد أن إيران واصلت تجنيد العلماء بعد اغتيال أبرزهم، وتابعت بناء منظومات تقنية متطورة مثل مفجرات “مولد موجة الصدمة” ومشغلات النيوترون، وهي عناصر أساسية لتفجير القنبلة النووية.

وبحسب الوثائق الإسرائيلية، أعادت إيران إحياء المشروع النووي العسكري عام 2011 تحت اسم جديد هو “منظمة الابتكار والبحث الدفاعي” (SPND)، بقيادة العالم النووي محسن فخري زاده، الذي اغتالته إسرائيل عام 2020. وشملت مواقع المنظمة منشآت بحثية ومختبرات في مناطق مثل شارعي وسنجاريان، وقد تم قصف هذه المواقع في الهجوم الإسرائيلي الأخير في 13 يونيو، ما أدى إلى مقتل باحثين وتدمير معدات حيوية.

قطر والوساطة… لكن بشروط إسرائيلية

تُشير التقارير إلى أن قطر، التي تحتضن قاعدة أميركية قُصفت مؤخرًا من قبل إيران، قد تلعب دور الوسيط في المفاوضات المقبلة، حيث إنها على اتصال مستمر مع جميع الأطراف. ومع ذلك، فإن إسرائيل، بحسب ديفيد إغناشيوس، لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن تفكيكًا كاملاً للبنية التحتية النووية الإيرانية وإزالة مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب.

وفي هذا السياق، أكد التقرير أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصدرت بيانًا في 12 يونيو يفيد بأنها لا تستطيع التأكد من سلمية البرنامج النووي الإيراني، وهو ما يشكّل إدانة ضمنية للأنشطة الإيرانية غير المعلنة، خاصة في مواقع مثل ورامين ولافيسان وترقوز آباد.

اليورانيوم المخصب.. التحدي القادم

من بين التهديدات الأكثر إلحاحًا بعد وقف إطلاق النار، يبرز تحدي السيطرة على نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو ما يكفي لصنع قنبلة نووية خلال أسابيع. وقد استهدفت إسرائيل والولايات المتحدة منشأة أصفهان حيث كان يُعتقد أن هذه المواد مخزنة، إلا أن مصادر استخباراتية قالت إن إيران نقلتها قبل الهجوم.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي يعتقد أن الكمية نُقلت بالفعل، بينما تصر مصادر إسرائيلية وأميركية على أنها باتت تعرف الموقع الجديد للمخزون. إلا أن خطورة الوضع تكمن في ضرورة العثور عليه وتدميره بسرعة، وإلا فإن ما تسميه إسرائيل بـ”فتيل القنبلة الإيرانية” سيظل مشتعلاً.

بين استخبارات إسرائيل وأميركا

رغم أن مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي غابارد كانت قد قالت في شهادتها أمام الكونغرس في مارس الماضي إن إيران لا تبني سلاحًا نوويًا، إلا أن بعض أعضاء الكونغرس يرون أن محللي الاستخبارات الأميركيين كانوا مفرطين في الحذر. ويشير إغناشيوس إلى أن المعلومات التي استعرضها بنفسه ترجّح صحة الرواية الإسرائيلية، والتي تستند إلى وثائق سرية تم تهريبها من طهران عام 2018، وتضمنت خططًا مفصلة لصنع القنبلة.

ومع تدمير مواقع نووية إيرانية واغتيال علماء وبقاء اليورانيوم المخصب طليقًا، يصبح من الواضح لماذا كان ترامب على قناعة بأن إيران تسعى لصنع قنبلة نووية. يبقى السؤال: هل ينجح وقف إطلاق النار في كبح جماح التصعيد، أم أن فتيل الأزمة لا يزال مشتعلاً تحت الرماد؟

You may also like

Leave a Comment