ترامب يحمّل زيلينسكي مسؤولية إنهاء الحرب قبل قمة واشنطن

by hayatnews
0 comment

قبل ساعات من لقاء مرتقب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في العاصمة الأميركية واشنطن، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من لهجته عبر منشور على منصته “تروث سوشيال”، ملقيًا مسؤولية إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات مع روسيا على كاهل كييف وحدها.

المنشور أثار جدلاً واسعًا، خاصة أنه جاء بعد أيام قليلة من القمة التي جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، والتي وصفها ترامب بـ”الإيجابية”، في الوقت الذي لم تُفضِ فيه إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار.

شروط ترامب ورسالة زيلينسكي

كتب ترامب قائلاً: “بإمكان الرئيس الأوكراني زيلينسكي إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريبًا، إن أراد. لا عودة لأوباما الذي منح القرم لروسيا قبل 12 عامًا دون إطلاق رصاصة واحدة، ولا انضمام لأوكرانيا إلى الناتو. بعض الأمور لا تتغير أبداً!!!”

هذه الرسالة بدت وكأنها تضع إطارًا مسبقًا لمحادثات الاثنين، ما اعتبره مراقبون ضغطًا علنيًا على زيلينسكي لتقديم تنازلات إقليمية جوهرية، خاصة في شرق أوكرانيا.

لكن الرئيس الأوكراني لم يتأخر في الرد، حيث كتب عبر منصة X: “يجب أن يكون السلام دائمًا، وليس كما كان في الماضي عندما أُجبرنا على التنازل عن القرم أو جزء من دونباس. تلك التنازلات لم تجلب السلام، بل شجعت روسيا على شن هجمات جديدة.”

وأشار زيلينسكي إلى أن بلاده تسعى إلى اتفاق يُنهي الحرب بشكل موثوق، لا إلى “صفقات مؤقتة” تترك الباب مفتوحًا أمام اعتداءات مستقبلية.

دونباس.. خط التماس الأخطر

تسريبات من داخل الإدارة الأميركية أوضحت أن ترامب يرى إمكانية اتفاق مع بوتين إذا تخلّت كييف عن منطقة دونباس، بما في ذلك الأجزاء غير الخاضعة للسيطرة الروسية حاليًا.

لكن زيلينسكي حذر مرارًا من أن خسارة دونباس تعني تقويض مواقع دفاعية استراتيجية، وترك أوكرانيا أكثر عرضة لهجمات مستقبلية، إضافة إلى الانعكاسات السياسية والشعبية الكارثية داخليًا، حيث يُنظر إلى أي تنازل عن الأراضي باعتباره استسلامًا.

أوروبا على خط الأزمة

لمنع أي “صفقة منفردة” بين ترامب وبوتين على حساب كييف، قرر عدد من كبار القادة الأوروبيين حضور قمة واشنطن إلى جانب زيلينسكي. ومن المتوقع أن يشارك كل من:

أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية.

فريدريش ميرتس، المستشار الألماني.

إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي.

جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا.

كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني.

ألكسندر ستوب، الرئيس الفنلندي.

ويهدف هذا الحضور إلى تقديم جبهة أوروبية موحدة، تمنع واشنطن من فرض تسوية يُنظر إليها على أنها “انتصار مجاني لبوتين”.

مقارنة بين بوتين وزيلينسكي

اللافت أن ترامب، الذي استقبل بوتين في ألاسكا استقبالًا حافلًا قبل أيام، يذهب اليوم إلى اجتماع مع زيلينسكي في أجواء متوترة. ففي حين وصف القمة مع الرئيس الروسي بأنها فرصة “لمفاوضات سلام تاريخية”، بدا أكثر تشددًا مع نظيره الأوكراني، معتبرًا أن بيده وحده مفتاح إنهاء الحرب.

ويرى محللون أن هذا التباين يعكس استراتيجية ترامب القائمة على إظهار تقارب مع موسكو في مقابل فرض ضغوط أكبر على كييف، بهدف الدفع نحو تسوية “سريعة”، حتى وإن جاءت على حساب الأراضي الأوكرانية.

ردود فعل ومخاوف

في كييف، عبّر مسؤولون عن قلقهم من أن يحاول ترامب إعادة إحياء سيناريو “اتفاق مينسك جديد” يشرعن نفوذ روسيا في الشرق الأوكراني. بينما قال دبلوماسي أوروبي إن هدف زعماء القارة المشاركين في قمة الاثنين هو “ضمان أن لا يتحول الاجتماع إلى منصة لإجبار أوكرانيا على التنازل”.

وفي المقابل، يؤكد مقربون من ترامب أن الرئيس الأميركي يسعى إلى “إنجاز دبلوماسي سريع”، يمكن أن يُسوَّق داخليًا كنجاح كبير في السياسة الخارجية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.

يوم حافل في البيت الأبيض

وعلى الرغم من لهجته اللاذعة تجاه زيلينسكي، بدا ترامب مسرورًا باستقبال وفد القادة الأوروبيين. وكتب في منشور آخر: “غدًا يوم حافل في البيت الأبيض. لم يسبق أن استقبلت هذا العدد من القادة الأوروبيين دفعة واحدة. شرف عظيم لي أن أستضيفهم!”

ومع ترقب الاجتماع الثلاثي، تبقى التساؤلات قائمة: هل يمضي ترامب فعلًا نحو تسوية تاريخية تُنهي الحرب الدموية بين روسيا وأوكرانيا، أم أن واشنطن ستشهد مواجهة دبلوماسية مفتوحة تكشف عمق الانقسام بين الحلفاء الغربيين؟

You may also like

Leave a Comment