تقترب تركيا من التوصل إلى اتفاق مبدئي لشراء ما يصل إلى 40 طائرة مقاتلة من طراز “يوروفايتر تايفون”، في صفقة من المتوقع أن تصل قيمتها إلى 5.6 مليار دولار، وفقًا لما أفادت به مصادر مطلعة لصحيفة وول ستريت جورنال. وقد يُعلَن عن الاتفاق رسميًا خلال معرض الصناعات الدفاعية الدولي المزمع عقده في إسطنبول خلال الأسابيع المقبلة.
خطوة استراتيجية في سباق التسلح الإقليمي
تمثل هذه الخطوة تطورًا مهمًا في استراتيجية تركيا العسكرية، في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة ورغبة أنقرة في تحديث أسطولها الجوي الذي يواجه تقادمًا تدريجيًا، خصوصًا بعد إخراجها من برنامج مقاتلات F-35 الأميركية في عام 2019 بسبب شراء نظام الدفاع الروسي S-400.
ورغم أن عدد الطائرات النهائي وتركيبتها لا يزال قيد النقاش، فإن المفاوضات بلغت مراحل متقدمة، خاصة مع الجانب البريطاني، الذي يقود التحالف الصناعي المسؤول عن تطوير وتصنيع مقاتلة يوروفايتر.
تغير في الموقف الألماني يمهد الطريق
أحد أكبر العوائق التي واجهت الصفقة كان رفض ألمانيا سابقًا إصدار ترخيص تصدير لمقاتلات تايفون إلى تركيا، وذلك لأسباب تتعلق بالسياسة الخارجية التركية، لا سيما في الملف السوري وحقوق الإنسان. ونظرًا لكون ألمانيا شريكًا أساسياً في الكونسورتيوم، فإن تصدير الطائرات يتطلب موافقة جماعية من الدول الأربع (بريطانيا، إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا).
غير أن الحكومة الألمانية الجديدة أبدت استعدادًا للموافقة على الصفقة، كما صرّح المستشار فريدريش ميرتس خلال مؤتمر في لندن الأسبوع الماضي. وقال إن المفاوضات وصلت إلى “نقطة إيجابية” قد تُفضي إلى إصدار تراخيص التصدير المطلوبة خلال الشهور المقبلة.
تعاون بريطاني-تركي واختبارات فنية
المحادثات بين أنقرة ولندن هي الأكثر تقدمًا، وتُشير المصادر إلى احتمالية توقيع اتفاق تمهيدي خلال المعرض الدفاعي، على أن تُستكمل مراحل التفاوض التقنية والتنظيمية لاحقًا.
كما تخطط وزارة الدفاع البريطانية لتوقيع اتفاق ثنائي مع تركيا يتضمن ترتيبات اختبار وفحص الطائرات، وربما تدريب الطيارين والفنيين، قبل تسليم الطائرات بشكل نهائي بحلول عام 2027.
ضغوط على خطوط الإنتاج وشركات أخرى تراقب
في حال إتمام الصفقة، ستضطر شركة يوروفايتر إلى رفع طاقتها الإنتاجية من 14 إلى 30 طائرة سنويًا، ما قد يُحدث ضغطًا على خطوط الإنتاج، ويثير قلق العملاء المحتملين الآخرين مثل النمسا وقطر، اللتين أبدتا اهتمامًا مماثلًا مؤخرًا.
في المقابل، تبدو السعودية، وهي من كبار المشترين في السوق الدفاعية، أكثر ميلاً في الوقت الراهن نحو مقاتلات F-35 الأميركية، بحسب أحد المصادر المطلعة.
وتأتي الصفقة المحتملة في وقت حساس بالنسبة لشركة BAE Systems، التي توقفت خطوط إنتاج تايفون مؤخرًا في مصنعها بمدينة وارتون البريطانية، نتيجة لانخفاض الطلب الداخلي من الحكومة البريطانية، التي لم تطلب طائرات جديدة منذ عام 2009 وفضّلت الاستثمار في طائرات F-35A.