بدأ كبار مسؤولي الاستخبارات والدفاع الأميركيين جولة جديدة من الدبلوماسية على الأرض بهدف إحياء المحادثات الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة وإنهاء الحرب الإسرائيلية هناك.
وقال مسؤول أمريكي إن مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز سافر إلى وارسو يوم الاثنين للاجتماع بمسؤولين إسرائيليين وقطريين في محاولة لاستئناف المناقشات بشأن الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة، مع وصول وزير الدفاع الأمريكي ورئيس هيئة الأركان المشتركة إلى إسرائيل لإجراء المناقشات الأخيرة مع حكومة الحرب في البلاد.
ويعد نشر مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى علامة على تركيز إدارة بايدن المكثف على حل الوضع الأكثر تعقيدا في تاريخ مفاوضات الرهائن وإنهاء إراقة الدماء في غزة حيث تقول السلطات الصحية إن أكثر من 19 ألف شخص لقوا حتفهم.
واكتسبت المحادثات المزيد من الإلحاح بعد قتل القوات الإسرائيلية في غزة لثلاثة رهائن كانت حماس تحتجزهم بينما كانوا يرفعون العلم الأبيض يوم الجمعة، وهو الحادث الذي عزز الدعوات العامة في إسرائيل لإعطاء الأولوية لإطلاق سراح الرهائن على حساب الخيارات العسكرية الآخرى.
وزار بيرنز العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي للاجتماع مع ديفيد بارنيا رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد وكبار المسؤولين القطريين وكانت هذه المناقشات جزءًا من المفاوضات التي أدت إلى إطلاق سراح الرهائن مقابل وقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر، والذي خلف 1200 قتيل وأكثر من 200 رهينة، وفقًا للسلطات الإسرائيلية.
وانهار وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة أسبوع في بداية هذا الشهر، حيث ألقى كل جانب باللوم على الآخر في انهيار صفقة إطلاق سراح الرهائن مقابل وقف القتال والإفراج عن السجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.
ومن المقرر أن يزور وزير الدفاع لويد أوستن إسرائيل برفقة رؤساء الأركان المشتركة.
وسيجتمع الجنرال سي كيو براون جونيور يوم الاثنين مع الأعضاء الخمسة في حكومة الحرب الإسرائيلية بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت وبيني غانتس.
ويصل أوستن وبراون بعد عطلة نهاية أسبوع مضطربة بشكل خاص في الحرب المستمرة منذ أكثر من 70 يومًا، في أعقاب مقتل ثلاثة رهائن إسرائيليين يوم الجمعة في حالة خطأ في الهوية، وغارة مميتة على مستشفى في القطاع قالت إسرائيل إنها كان يستخدم من قبل المسلحين.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاغاري ليلة الأحد إن مطالب حماس بوقف كامل لإطلاق النار لن تثني الجيش الإسرائيلي عن هدفه الحربي المتمثل في تفكيك حماس بالكامل.
وأعلن مسؤولون كبار في حماس أن عودة الرهائن أمر ممكن، فقط مع الوقف الفوري للعملية البرية.
وقال أسامة حمدان، مسؤول كبير في حماس في بيروت، في مؤتمر صحفي يوم الاثنين إن حماس أبلغت الوسطاء القطريين والمصريين أن الحركة لن تدخل في محادثات الرهائن مع إسرائيل ما لم توقف إسرائيل حربها في غزة.
وقال حمدان: “نحن ضد أي إجراءات جزئية، والاحتلال هو الذي يعيق العملية”.
وقال مسؤولون مصريون إن حماس أبلغت المفاوضين بأنها مستعدة لإطلاق سراح المزيد من الرهائن إذا تضاعفت المساعدات لغزة، ويتعين على إسرائيل الموافقة على وقف إطلاق النار أولا وسحب قواتها خلف خطوط محددة سلفا.
وطالبت حماس أيضًا بالحق في اتخاذ قرار أحادي الجانب بشأن قائمة الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم، وإطلاق سراح بعض السجناء الفلسطينيين المحتجزين منذ فترة طويلة، بما في ذلك مروان البرغوثي، القيادي الشعبي في حركة فتح الحاكمة والذي يقضي خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل إسرائيليين في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ووجدت واشنطن نفسها معزولة بشكل متزايد في الدبلوماسية الدولية بشأن غزة بسبب دعمها للعملية العسكرية الإسرائيلية.
ودعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في نهاية الأسبوع إلى وقف مستدام لإطلاق النار في الصراع، بعد أن كانا حتى الآن متفقين على الدعم الأمريكي للحملة الإسرائيلية.
وقال وزيرا الخارجية إنه لكي يمكن تحقيق ذلك، يجب على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن وإلقاء أسلحتهم، متجاهلين مخاوف واشنطن بشأن دعوات وقف إطلاق النار وقالا في مقال في صحيفة صنداي تايمز البريطانية أنه بدون هذه الخطوات، من غير المرجح أن ينجح وقف الأعمال العدائية.
وكانت بريطانيا وألمانيا من بين أقوى الداعمين الدوليين لإسرائيل في الأسابيع الأولى من الصراع، حيث أدانت الحكومة البريطانية والمستشار الألماني أولاف شولتز هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، وقالا إن لإسرائيل الحق في محاربة حماس في غزة ردًا على ذلك، لكن في الأسابيع الأخيرة، أعربت الحكومتان عن قلقهما بشأن ارتفاع عدد القتلى، حتى مع تراجعهما عن الدعوات الأوروبية المتزايدة لوقف إطلاق النار.