مرصد حقوقي يدعو لعدم تجاهل التحقيق بوفاة معتقل لبناني في الإمارات

by hayatnews
0 comment

دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إلى ضرورة عدم تجاهل التحقيق بوفاة معتقل لبناني في سجون دولة الإمارات العربية المتحدة ومحاسبة المسئولين عن ذلك.

وقال المرصد الحقوقي ومقره جنيف في تغريدة على حسابه في تويتر، إن إفراج السلطات الإماراتية عن اللبنانيين الذين اعتقلتهم في آذار/مارس الماضي “خطوة جيدة لكنها متأخرة”، خاصة بعد وفاة المحتجز “غازي عز الدين” بداية الشهر الجاري.

وأكد المرصد أنه ما كان يجب من الأساس احتجاز هؤلاء اللبنانيين من دون إجراءات قانونية سليمة، وينبغي عدم تجاهل التحقيق بوفاة المعتقل غازي فضل عز الدين مؤخرا في سجون الإمارات ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.

وأعلنت وزارة الخارجية اللبنانية قبل يومين الإفراج عن كافة الموقفين اللبنانيين الـ10 المحتجزين لدى الإمارات منذ حوالي شهرين.

وقالت الوزارة عبر “تويتر”: بلغت وزارة الخارجية والمغتربين من سفير لبنان لدى دولة الإمارات فؤاد شهاب دندن، نبأ الإفراج عن كافة الموقوفين اللبنانيين العشرة تباعاً الذين أوقفوا في دولة الإمارات منذ حوالي شهرين.

في المقابل علق ناشطون لبنانيون على منشور وزارة الخارجية اللبنانية قائلين إنه لا يزال هناك 7 معتقلين أبرياء صادر بحقهم أحكام متفاوتة الشدة داخل السجون الإماراتية، مطالبين في الوقت ذاته بالإفراج عنهم في أسرع وقت.

وأوضح الناشطون أن هؤلاء المعتقلين السبعة هم: عبدالله عبدالله (مؤبد)، وعلي مبدر (مؤبد)، وأحمد مكاوي (15سنة)، وعبدالرحمن شومان (مؤبد)، وأحمد فاعور (15سنة)، وفوزي دكروب (مؤبد)، ووليد إدريس (محاكمة).

وفي 11 أيار/مايو الماضي دعا المرصد الأورومتوسطي السلطات الإماراتية إلى كشف الملابسات الكاملة وفتح تحقيق فوري وشفاف في وفاة اللبناني عز الدين الذي كان محتجزا لديها بظروف لا تبدو طبيعية.

وقال المرصد نّه اطلع على تقارير تفيد بوفاة عز الدين في الخمسينيات من العمر بعد أقل من شهرين على احتجازه مع اثنين من أشقائه لدى السلطات الأمنية في الإمارات.

ولفت إلى أنّ السلطات الإماراتية أوقفت في 22 مارس/ آذار المنصرم الأشقاء الثلاثة وهم من بلدة “باريش” قضاء صور جنوبي لبنان، ونقلتهم إلى مركز أمني في أبو ظبي دون توضيح أسباب الاحتجاز.

ووفق المعلومات التي اطلع عليها المرصد الأورومتوسطي، توفي رجل الأعمال اللبناني “غازي عز الدين” يوم الخميس الماضي 4 مايو/ أيّار 2023، خلال وجوده في أحد المراكز الأمنية الإماراتية، وجرى دفنه في الإمارات بمشاركة شقيقيه اللذين أُفرج عنهما بعد وفاته، ولم تسمح السلطات الإماراتية بنقل جثمانه إلى لبنان لدفنه في مسقط رأسه.

وبيّن المرصد الأورومتوسطي أنّه حصل على إفادة تشير إلى احتمالية وفاة “عز الدين” بعد تعرضه للتعذيب أثناء تحقيق الأمن الإماراتي معه في مركز يتبع لجهاز أمن الدولة بين دبي والشارقة، غير أنّه لم يتسن التأكد من تلك التقارير على نحو محايد حتى الآن.

ولفت إلى أنّ السلطات الإماراتية شنّت في مارس/ آذار الماضي حملة اعتقالات طالت أكثر من عشرة لبنانيين في الإمارات على خلفيات مجهولة ودون إجراءات قانونية مُعلنة وواضحة، حيث أفرجت في وقت سابق عن عدد منهم، وأبقت نحو خمسة قيد الاحتجاز.

ويقيم غالبية المحتجزين في دولة الإمارات منذ سنوات طويلة، ويمتهنون أعمالًا مختلفة، بما في ذلك التجارة والطب والأعمال الحرة.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ السلطات الإماراتية سبق لها التورّط في احتجاز أجانب على نحو غير قانوني، وإخضاعهم للتحقيق، واحتجازهم في ظروف غير إنسانية، وتعرضيهم للتعذيب النفسي والجسدي في بعض الأحيان، وترحيلهم من البلاد تحت ذرائع أمنية فضفاضة وجائرة.

وكشف عن توثيقه لإفادة أحد اللبنانيين الذين خضعوا لاستجواب مطوّل (يتحفظ المرصد الأورومتوسطي على اسمه ومكان وتفاصيل سجنه) قال فيها إنّه احتجز على نحو تعسفي ودون أي مذكرة قانونية، وتعرّض لتحقيق قاسٍ تخلله اعتداء جسدي، وكانت التحقيق يتركز على قضايا سياسية تخص الدولة التي يحمل المحتجز جنسيتها.

وشرح المعتقل “ك.ن” (مستعار) في جزء من رسالته جانبًا من المعاملة السيئة التي تلقّاها لدى جهاز أمن الدولة الإماراتي فور وصوله لمقابلة أمنية.

إذ قال: “لدى دخولي مكتب المحقق، قام بدفعي للأمام بشكل عنيف، ووجه لي شتائم نابية، واتهمني بالكذب والخداع وواصل مناداتي بالخايس، وخفض درجة حرارة جهاز التكييف إلى أدنى درجة وخرج من الغرفة، وبقيت وحيدًا في درجة حرارة منخفضة للغاية”.

وأضاف: “بعد عدة دقائق، عاد المحقق مصطحبًا شخصين يبدو أنّهما يعملان في المركز الأمني، وأمرهما بضربي، فسددا لي ضربات قوية في منطقة الصدر والرقبة، ووجها لي الشتائم، واقتاداني من رأسي ليسلماني للمحقق مرة أخرى”.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ السجل الحقوقي السيء للإمارات فيما يتعلق باحتجاز الأشخاص على خلفية الرأي والتعبير أو الخلفيات المرتبطة بالحريات، يثير مخاوف عميقة من احتمالية وفاة المحتجز اللبناني “غازي عز الدين” في ظروف غير طبيعية قد تشمل المعاملة السيئة.

وأوضح أنّ سياسة الغموض التي تتبعها السلطات الإماراتية فيما يتعلق بعمليات الاحتجاز التي تنفذها تزيد الشكوك حول الدوافع الحقيقية لتلك الممارسات، إذ تعمد في معظم الحالات إلى الامتناع عن إصدار أي بيانات علنية بشأن تلك الممارسات، ولا تتعاطى على نحو فاعل مع استفسارات منظمات حقوق الإنسان في القضايا ذات العلاقة.

وطالب المرصد الأورومتوسطي السلطات الإماراتية بتوضيح أسباب وفاة اللبناني “غازي عز الدين” خلال احتجازه لديها، وإجراء تحقيق مستقل ونشر نتائجه على نحو علني، بما يضمن تحديد ومحاسبة الجناة المحتملين.

وحث المرصد الأورومتوسطي السلطات الإماراتية على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين تعسفيًا في سجونها، والتوقف عن ملاحقة الأشخاص على نحو غير قانوني، واحترام حقوقهم في حرية الرأي والتعبير، والحركة والتنقل.

 

You may also like

Leave a Comment