بلومبيرغ: “رجل أبوظبي في مانهاتن” مفتاح صفقات ترمب وعرّاب النفوذ الإماراتي في واشنطن

by hayatnews
0 comment

كشفت وكالة بلومبيرغ عن الدور المحوري الذي يلعبه المحامي العقاري الأميركي مارتن إيدلمان (83 عامًا)، بوصفه “رجل أبوظبي في مانهاتن”، وعرّاب كثير من الصفقات التي رسّخت النفوذ الإماراتي داخل الولايات المتحدة، وفي محيط ترمب السياسي والاقتصادي.

وفق التقرير، فإن إيدلمان، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع أبرز قيادات الإمارات، لعب دورًا أساسيًا في التحول الاقتصادي والثقافي الكبير الذي شهدته أبوظبي خلال العقدين الماضيين. وقد شغل مناصب استشارية رفيعة في مؤسسات سيادية بارزة منها “مبادلة”، و”مجموعة G42 للذكاء الاصطناعي”، و”مانشستر سيتي”، و”مجموعة رويال” التي يشرف عليها مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد.

من العقارات إلى السياسات العليا
بدأت علاقة إيدلمان بالإمارات عام 2002، حين رافق الجنرال الأميركي تومي فرانكس في جولة بالخليج. وخلال أيام، تحوّل من محامٍ يهودي متردد من الانخراط في شؤون الشرق الأوسط، إلى مستشار مقرب من آل نهيان، العائلة الحاكمة في أبوظبي. ووفق بلومبيرغ، أصبح إيدلمان لاحقًا حلقة وصل لا غنى عنها بين الإمارات ومراكز القرار الأميركية، وصاحب تأثير بالغ في الملفات الحساسة، من التعليم العالي إلى الذكاء الاصطناعي.

ولعل أبرز إنجازاته وفق التقرير، كان التوسط في صفقة تأسيس فرع جامعة نيويورك في أبوظبي عام 2010، والمساهمة في شراء نادي مانشستر سيتي الإنجليزي عام 2008، إضافة إلى وساطته في صفقات تكنولوجيا حساسة مثل مساعي الإمارات الأخيرة للحصول على شرائح Nvidia الأميركية المتقدمة.

ترمب… الشريك القديم
تعرف ترمب على إيدلمان في ثمانينات القرن الماضي خلال العمل في مجال العقارات في نيويورك، وهو ما مهّد الطريق لعلاقة شخصية امتدت إلى دهاليز السياسة والمال. ومع زيارة ترمب الأخيرة للإمارات، كان إيدلمان حاضرًا في المشهد، ينسق الاجتماعات ويوفر الغطاء الدبلوماسي لشراكات ناشئة، من بينها دعم شركة MGX التي تمول مشروع ترمب للذكاء الاصطناعي بميزانية تفوق 100 مليار دولار.

وقالت بلومبيرغ إن إيدلمان يُعد من القلة القادرة على التنقل بين دوائر الحزبين الأميركيين، حيث حافظ على علاقات طويلة مع عائلات كينيدي وكلينتون وسوروس، فيما يتمتع في الوقت نفسه بثقة المؤسسة الأمنية الإماراتية.

مواطن إماراتي… في قلب نيويورك
من مظاهر الثقة التي يحظى بها إيدلمان، أنه حصل على جواز سفر إماراتي — وهو امتياز نادر جدًا لغير المواطنين — كما أقام حفل زفافه في أبوظبي. وتشير الوكالة إلى أنه يمضي يومه منذ ساعات الفجر في مكالمات دولية، ويشارك بانتظام في الاجتماعات العليا، رغم تقدمه في السن.

وتصفه النخب الإماراتية بـ”طبيب الصفقات” و”محامي الأبراج”، في إشارة إلى نجاحه في تجاوز العقبات القانونية والبيروقراطية لصالح الاستثمارات العابرة للحدود.

إرث طويل ونفوذ مستمر
نشأ إيدلمان في أسرة ليبرالية في ولاية نيويورك، وتخرج من جامعة برينستون، حيث مارس الرياضة والموسيقى، قبل أن يبدأ مسيرته كمساعد للمدعي العام روبرت كينيدي، ويشارك لاحقًا في حرب فيتنام. ومن هناك، بدأ صعوده المهني كمحامٍ بارز للعقارات، إلى أن أصبح وسيطًا خفيًا في ملفات تتقاطع فيها السياسة بالمال.

ومع تدفق الشركات العالمية إلى أبوظبي، واستمرار انخراط الإمارات في مشاريع دولية ضخمة، تقول بلومبيرغ إن إيدلمان يحتفظ بمكانة خاصة: رجل يعرف كيف تُصاغ الصفقات في ناطحات السحاب كما في قصور الخليج.

وفي مقابلة بودكاست حديثة، قال إيدلمان:
“لقد فعلت كل ما حلمت به — ثم أربعة آلاف شيء لم أحلم بها قط.”

You may also like

Leave a Comment