خسر برشلونة بنتيجة محبطة وكبيرة من جيرونا بأربعة أهداف مقابل هدفين في المباراة التي جمعت الفريقين ضمن لقاءات الجولة الـ 16 من الدوري الإسباني.
كيف خسر النادي الكتالوني بتلك النتيجة الكبيرة؟ وما علاقة فيتور روكي وريال مدريد بتلك المباراة؟ ذلك ما نستعرضه فيما يلي:
من جديد لن نتوقف عن الهجوم على المنظومة الدفاعية لبرشلونة والتي أظهرت مستويات مذهلة في الموسم الماضي وفجأة إنهارت كأنها لم تكن في هذا الموسم.
في الموسم الماضي كله تلقى برشلونة 20 هدفًا، منهم حوالي سبعة أهداف في الجولات الأخيرة، اليوم وقبل انتصاف الموسم يدخل الهدف رقم 18 في مرمى الفريق الكتالوني.
نظرة سريعة على تمركز الفريق في كرة الهدف الأول لجيرونا ستجعلنا ندرك على الفور لماذا أصبحت الأرقام سيئة بذلك الشكل، فكان هناك ثلاثي على دائرة المنتصف دون وجود أي مساندة من وسط الملعب.
لعل رحيل سيرجيو بوسكيتس أثر على الفريق، لكن لا يجب أن يكون الأثر بذلك الشكل، ولا يجب أن يفشل تشافي طوال ثلاثة أشهر ونصف في إيجاد حل.
ليس هذا فحسب، إليكم تلك الإحصائية التي تظهر لكم كيف أن برشلونة سيئ دفاعيًا حقًا، فهذه هي لمرة الرابعة في الشوط الأول من الدوري الإسباني يتلقى برشلونة هدفين.
استكمالًا للحديث عن الدفاع، دعونا نفهم بشكل أعمق ما الذي يفعله جول كوندي في دفاع برشلونة منذ بداية هذا الموسم، وكيف يمكن اعتبار الفرنسي ضمن الأفضل في مركزه بالعالم.
كوندي ربما لا يتحمل الكثير من المسؤولية في الهدف الأول، لكن أرتيم دوفبيك استطاع بسهولة كبيرة التفوق عليه تكتيكيًا في التحرك وفي المساحة واستطاع التسجيل بسهولة دون رقابة كبيرة من الفرنسي.
لاحقًا وفي كرة أخرى كاد نفس اللاعب أن يفعلها مجددًا أمام كوندي، لكن لحسن حظ مدافع برشلونة تصرف اللاعب الأوكراني بشكل سيئ في الكرة.
دعوا كل ذلك جانبًا، ماذا كان يفعل في الهدف الثاني للضيوف، لماذا هذا التراجع ولماذا لا تحاول قطع الكرة؟ صحيح على دي يونج مسؤولية مشتركة معه في ذلك الهدف لكنه يتحمل الجزء الأكبر.
وبالطبع ليس في حاجة إلى الحديث عن الهدف الثالث والكارثة التي وقع فيها المدافع الفرنسي.
برشلونة استطاع أن يعود بعد التأخر بالهدف الأول بهدف نادرًا ما نراه مؤخرًا مع برشلونة، بذكريات عام 2015 عندما حقق الفريق الثلاثية التاريخية.
هدف برشلونة الأول جاء من ركلة ركنية برأسية من روبرت ليفاندوفسكي وكرة عرضية جاءت من أقدام البرازيلي رافينيا على غير المعتاد.
المذهل أن ذلك الهدف جاء في وقت استطاع برشلونة خلاله أن يخلق عدة فرص بالفعل على مرمى الضيوف، لكنه لم يسجل من لعب مفتوح.
لاحظنا تحسنًا فيما يتعلق بالشق الهجومي لبرشلونة في الأيام الأخيرة، بالأخص منذ مواجهة أتلتيكو مدريد الأخيرة، وبالتحديد فيما يتعلق بصناعة الفرص.
برشلونة كان يستطيع التسجيل قبل جيرونا في المباراة بعد أن صنع فرصتين، وكان يستطيع التقدم في الشوط الأول بعد أن تعادل، بل وكان يمكنه التعادل مرة أخرى عندما تأخر بهدفين لهدف في الدقائق القليلة المتبقية من نصف اللقاء الأول.
إذًا فتشافي قام بما يجب عليه القيام به في هذا الشق حتى الآن، فالفريق وصل للمرمى عدة مرات بطرق مختلفة وأهدر فرصًا لا يلام عليها المدرب بشكل مباشر.
لكن بشكل أو بآخر سيطوله اللوم، فماذا تفعل أسبوعيًا مع مهاجمي فريقك؟ وماذا تفعل مع المدافعين؟ وما هي إستراتيجيتك الدفاعية أمام فرقة تملك تنوعًا هجوميًا كبيرًا مثل جيرونا استطاعت تسجيل رباعية في شباكك ؟ كلها علامات استفهام ننتظر من تشافي أن يجب عنها.
بسبب كم الفرص التي أهدرها برشلونة اليوم بالتحديد تنتظر جماهير وصول البرازيلي فيتور روكي من البرازيل لحل مشاكل الهجوم.
النادي الكتالوني صحيح لديه عدة نجوم في الهجوم، لكن عدد الأهداف المسجلة مقارنة بتلك المتوقعة للنادي الكتالوني تكون أقل دائمًا في الأسابيع الأخيرة.
لكن لا يجب على جماهير النادي الكتالوني أن تحمل اللاعب الشاب أكثر مما يحتمل، فاللعب في الدوري الإسباني يختلف عن نظيره البرازيلي، والضغط هناك يتضاعف.
دون أن يلعب المباراة ترك ريال مدريد أثرًا عليها، عن طريق لاعبه السابق ميجيل جوتيريز خريج الكاستيا الذي لم يحصل على الكثير من الفرص تحت قيادة زين الدين زيدان وكارلو أنشيلوتي فرحل في أغسطس 2022 إلى جيرونا.
جوتيريز وضع بصمته على الهدف الثاني الذي سيبقى لفترة في ذاكرته كأحد أفضل الأهداف التي سجلها، بالأخص أنه على برشلونة وفي ملعبه.
كل ما تحدثنا عنه من عيوب لبرشلونة اليوم لا يأخذ من حق جيرونا ولو جزء بسيط، فالنادي الذي بدأ الموسم بشكل مذهل برر اليوم مركزه في جدول الترتيب.
جيرونا لعب مباراة شاملة دفاعيًا وهجوميًا، وسيطر على أوقات كثيرة من المباراة، وأعاد لنا ذكريات برشلونة 2009 تحت قيادة بيب جوارديولا لكن بألوان أخرى.
في مايو الماضي خرجت أخبار تفيد أن برشلونة بالرغم من أنه معجب بعمل تشافي هيرنانديز إلا أن الإدارة تفكر في تحديد بديل له منذ ذلك الوقت.
ذلك البديل كان هو ميشيل سانشيز المدير الفني لفريق جيرونا، قبل حتى ثورته التي قادها هذا الموسم والتي أخذت فريقه للقمة.
يا ترى كيف كان الحال ليكون لو كان سانشيز هو المدير الفني لبرشلونة في الوقت الحالي؟ هل كانت الأمور ستتحسن؟
لا يمكن لبرشلونة أن يفكر في المنافسة على الدوري الإسباني وهو يملك هذا الدفاع، ليس كعناصر، لكن كمنظومة!
تشافي عليه أن يعيد الكثير من الحسابات، هجوميًا ودفاعيًا، حتى وإن كان الفريق يصل لمرمى الخصوم، لكن خسارة النقاط بذلك الشكل أمام خصم منافس على الدوري الإسباني هو أمر غير مقبول على الإطلاق لو أردت حقًا أن تنافس.