أعلنت السلطات الإسبانية، يوم الخميس، أن التحقيق في السفينة الحربية الإسبانية التي غرقت منذ أكثر من 200 عام، كشف عن “أسرار مدفونة” بما في ذلك تفاصيل هيكلية محفوظة جيدًا.
وتخضع الفرقاطة سانتا ماريا ماجدالينا، وهي فرقاطة تابعة للبحرية الإسبانية غرقت بسبب عاصفة قوية عام 1810 حاليًا لـ “تحقيق مثير” من قبل الاتحاد الإسباني للأنشطة تحت الماء، وفقًا لبيان صحفي صادر عن الوكالة.
وقالت الوكالة إن الجهود تهدف في البداية إلى الحفاظ على السفينة، التي لا تزال تحت الماء، لكنها “تطورت إلى ملحمة من الاكتشافات المذهلة”. والسفينة هي الحطام الوحيد في ذلك الوقت الذي يتم التنقيب عنه حاليًا في إسبانيا، وقد ظهرت في فيلم وثائقي عام 2020 يبحث في تاريخها.
وبدأت قصة غرق السفينة في أكتوبر 1810، عندما أبحرت كجزء من تعاون إسباني بريطاني للاستيلاء على المدينة التي كانت تحت الحكم الفرنسي خلال حرب الاستقلال الإسبانية. وقالت الوكالة إن السفينة كانت تحتوي على 34 مدفعا و”تاريخا حافلا بالخدمة”، لكن بعد أن فقدت مراسيها، علقت في “عاصفة مفاجئة وعنيفة” أدت إلى غرقها في تشرين الثاني/نوفمبر 1810. وكان على متنها ما يقدر بنحو 500 بحار وجندي كانوا على متن السفينة في ذلك الوقت، مما يجعلها “واحدة من أعظم المآسي البحرية” في مياه البلاد. وفقًا لموقع wrecksite.eu، وهو قاعدة بيانات على الإنترنت تتعقب حطام السفن،
وقد نجا ثمانية رجال فقط وسبحوا إلى الشاطئ. وتوفي خمسة من هؤلاء الرجال متأثرين بجراحهم.
وقالت الوكالة إن أحد الاكتشافات الرئيسية هو أنه أثناء أعمال التنقيب في السفينة، وجد أن حوالي 86 قدمًا مربعًا من ألواح البطانة على طول جوف الفرقاطة “خالية من الأضرار الهيكلية أو البيولوجية”. والآسن هو المكان الذي ينحني فيه قاع السفينة ليلتقي بجوانبها. وقال الاتحاد الإسباني للأنشطة تحت الماء إن السفينة “فريدة من نوعها حقًا” بسبب هذا الحفظ، وبشكل عام، فإن السفينة في “حالة استثنائية من الحفظ”.
ووفقا لصحيفة La Voz de Galicia المحلية، فإن الغرض من الرحلة الاستكشافية هو رسم خريطة لهيكل السفينة وفهم كيفية بنائها. وهذا يعني أنه يتعين على الباحثين العمل تحت الماء لإزالة الرمال والرواسب من السفينة.
وقال عالم الآثار تحت الماء والمحقق الرئيسي أنطون لوبيز لصحيفة La Voz de Galicia إن الباحثين عثروا على “كوابح وذخائر” على متن السفينة، واصفين إياها بـ “المتحف الحقيقي تحت الماء”.
وقال الاتحاد الإسباني للأنشطة تحت الماء إن هذه الاكتشافات تسمح بظهور التاريخ البحري الإسباني.
كما قالت الوكالة: “إن كل اكتشاف هو بمثابة تكريم للبحارة والجنود الشجعان الذين تحدوا المياه الغادرة منذ أكثر من قرنين من الزمن، وإشادة بإرثهم الذي يستمر عبر الزمن”.