أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك عن خشيته من أن العالم أصبح لا يبالي بأزمة أوكرانيا، على الرغم من القصص المروعة عن المعاناة الإنسانية التي تتكشف كل يوم هناك، منبها إلى أن المأساة في أوكرانيا استمرت لفترة طويلة للغاية.
ووصف تورك في كلمة خلال الحوار التفاعلي بشأن أوكرانيا الذي أقيم في إطار الدورة العادية الـ 55 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، العامين الماضيين منذ أن شن الاتحاد الروسي هجومه واسع النطاق على البلاد، بأنهما “عامان من المعاناة الهائلة وسفك الدماء والخسارة والحزن”.
وذكر أنه تم فصل عدد لا يحصى من العائلات، وقتل أكثر من 10,500 مدني، وأصيب أكثر من 20 ألف شخص.
وأشار كذلك إلى أن عام 2024 يصادف أيضا مرور 10 سنوات على احتلال الاتحاد الروسي لشبه جزيرة القرم، منبها إلى أن فرض الأنظمة القانونية والإدارية في الاتحاد الروسي أدى إلى اتهام أشخاص في شبه جزيرة القرم وإدانتهم، بأثر رجعي في بعض الأحيان، لارتكاب أفعال لا تشكل جرائم بموجب القانون الأوكراني.
وقال تورك “في العامين الماضيين، ارتكبت القوات المسلحة الروسية انتهاكات واسعة النطاق للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك القتل غير القانوني والتعذيب والاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي”.
وأضاف أن تلك القوات استهدفت أشخاصا يُنظر إليهم على أنهم يشكلون تهديدا أمنيا للاحتلال، “وهو نطاق اتسع بمرور الوقت ليشمل أي شخص يُنظر إليه على أنه مؤيد لأوكرانيا”.
وأوضح أن هذه الانتهاكات وقعت في سياق الإفلات المعمم من العقاب، ولم يكن هناك مكان يمكن اللجوء إليه للحصول على العدالة أو التعويض الفعال.
وتطرق مفوض حقوق الإنسان إلى ما يحدث في مناطق دونيتسك وخيرسون ولوهانسك وزابوريجيا، قائلا إنه منذ الضم غير القانوني لتلك المناطق في أيلول/سبتمبر 2022، فرض الاتحاد الروسي أنظمة القانون والحكم والإدارة الخاصة به، في انتهاك للقانون الدولي الإنساني الذي يحكم حالات الاحتلال.
وأشار إلى أن هذا أثر بشكل عميق على حياة الناس اليومية، بما في ذلك العدالة الجنائية والأعمال التجارية والممتلكات والضرائب والخدمات الاجتماعية.
ونبه إلى أن العديد من السياسات تؤثر بشكل خاص على الأطفال أو حتى تستهدفهم، حيث يستخدم نظام التعليم الآن المنهج الروسي، ويقرأ الأطفال كتبا مدرسية تحتوي على روايات مؤيدة لروسيا، تبرر الهجوم المسلح على بلادهم.