انهيار أرضي في دارفور يدمّر قرية بأكملها ومخاوف من مقتل المئات

by hayatnews
0 comment

شهد إقليم دارفور غربي السودان كارثة طبيعية مأساوية يوم الأحد، بعدما أدى انهيار أرضي في جبال مرة إلى تدمير قرية تارسين بالكامل، وسط تقديرات متضاربة لعدد الضحايا تتراوح بين عشرات القتلى وحتى نحو ألف شخص.

وبحسب شهادات محلية، فإن القرية الجبلية التي تقع على ارتفاع يزيد عن ثلاثة آلاف متر فوق مستوى البحر، اختفت عمليًا تحت الركام بعد أسابيع من الأمطار الغزيرة المتواصلة. وقال سكان إن الانهيارات لا تزال متكررة في المنطقة، مما يجعل القرى المجاورة عرضة لمصير مشابه.

وذكر آدم ريجال، وهو ناشط يعمل في مجال دعم النازحين، أن جميع سكان القرية – الذين يقدّر عددهم بأكثر من ألف شخص – قضوا تحت الأنقاض باستثناء شخص واحد نجا لأنه كان خارجها. ولم تتمكن وسائل الإعلام من التحقق بشكل مستقل من هذه الرواية، لكن الصور والشهادات تؤكد أن الدمار شامل، وأن مئات الجثث ما زالت مدفونة.

تحديات الإغاثة في قلب الحرب

تفاقم المأساة الوضع الإنساني المتدهور أصلًا بسبب الحرب المستمرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. فقد جعل الصراع المسلح المنطقة غير قابلة للوصول تقريبًا بالنسبة لفرق الإغاثة الدولية، كما أن الطرق وعرة ومهددة بانهيارات إضافية.

وقال أحد عمال الإغاثة: “تأتي هذه الكارثة الطبيعية في وقت أصبح فيه الوضع الإنساني خطيرًا بالفعل بسبب الحرب والجوع. الناس يفتقرون للغذاء والمياه النظيفة، والكوادر الطبية غير قادرة على التدخل.”

تهديد متصاعد للمجتمعات المجاورة

مع استمرار الانهيارات الأرضية، بدأ سكان القرى المحيطة بمغادرة منازلهم سيرًا على الأقدام أو باستخدام الحمير، في غياب أي خطط إجلاء حكومية منظمة. وحذّر عبد الواحد نور، زعيم حركة تحرير السودان – فصيل عبد الواحد، التي تسيطر على المنطقة منذ عقدين، من أنّ الكارثة قد تمتد لتشمل قرى أخرى إذا استمر هطول الأمطار.

وأضاف نور: “هناك حاجة عاجلة إلى خطة إخلاء شاملة ومأوى طارئ لعشرات الآلاف المهددين بالخطر.”

وإلى جانب الانهيارات، تشكّل الأوبئة خطرًا متزايدًا على الناجين والمجتمعات القريبة. فقد أشار ريجال إلى أن انعدام المياه النظيفة وتعطّل المرافق الصحية منذ عامين يجعلان المنطقة عرضة لانتشار أمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك.

كما أن الظروف الإنسانية الحرجة تفاقمت مع تدفق آلاف النازحين خلال العامين الماضيين إلى جبال مرة، هربًا من الحرب في مدينة الفاشر المحاصرة، ما رفع الكثافة السكانية في مناطق جبلية هشة ومعرضة للانهيارات.

من جانبها، أصدرت وزارة المياه والري السودانية تحذيرات من استمرار الأمطار الغزيرة والفيضانات في أنحاء واسعة من البلاد، بما في ذلك ولايات نهر النيل والجزيرة والشمال وغرب دارفور حتى الحدود مع تشاد ومصر.

وقالت الوزارة إن: أكثر من 72 موقعًا مهدد بالفيضانات، وما لا يقل عن 230 ألف شخص يواجهون أخطارًا مباشرة بسبب الأمطار والسيول، داعية السكان إلى إخلاء المناطق المعرضة للخطر بأسرع وقت ممكن.

You may also like

Leave a Comment