انتعاش الأسهم الأميركية بعد هزّة “المصارف الإقليمية”

by hayatnews
0 comment

تعافت الأسهم الأميركية لتنهي أسبوعًا متقلبًا على نبرة إيجابية، بعدما خفّت حدّة القلق من صحة البنوك الإقليمية وتبدّدت بعض المخاوف التجارية مع الصين.

وجاء التحسّن مدفوعًا بإشارات تصالحية من واشنطن تجاه بكين—ومنها تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإمكان لقاء نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية وتأكيده أن التعريفات المقترحة بنسبة 100% على الواردات الصينية “غير مستدامة”—إلى جانب ارتداد أسهم بنوك إقليمية كانت تحت الضغط.

وبعد جلسات شهدت تبدلات حادة في المزاج، تحركت المؤشرات الرئيسية صعودًا مع انقشاع تدريجي لمخاوف عدوى ائتمانية في القطاع المصرفي الإقليمي.

وقد ارتفعت أسهم زيونز بانكورب (سولت ليك سيتي) وويسترن ألاينس بانكوربوريشن (فينيكس) بالتوازي مع نظرائهما، في إشارة إلى أن المتعاملين بدأوا يميّزون بين قضايا محددة المخاطر وبين سيناريو “مشكلة منهجية”.

وكان الذعر قد تصاعد في وقت سابق من الأسبوع بعد حالتَي إفلاس في قطاع السيارات وما تبعه من أسئلة حول جودة الضمانات الائتمانية، قبل أن تعلن زيونز تكبّد خسائر بنحو 50 مليون دولار في قروض تابعة لوحدتها في كاليفورنيا.

بينما كشفت ويسترن ألاينس عن دعوى قضائية تتهم فيها طرفًا ماليًا بالاحتيال، إلى جانب تحركات لتسوية قروضٍ مضمونة وإجراءات تحصيل ضد مقترضين يُشتبه بتقديمهم وثائق وضمانات مزيفة.

يقول أحمد عسيري، استراتيجي الأبحاث لدى “بيبرستون”: “القطاع المصرفي الإقليمي في الولايات المتحدة يُظهر ضغوطًا واضحة وسط مخاوف ائتمانية متزايدة بعد مخصصات زيونز وشطبات إضافية مرتبطة بمخالفات في الضمانات”.

ويضيف أن الصورة الأوسع تشير إلى مرحلة اختبار للمقرضين الصغار في بيئة مالية مشدودة وانكماش للسيولة وعودة التركيز إلى جودة الأصول كمؤشر صلابة.

بدوره، حذّر جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ“جي بي مورغان تشيس”، من الانزلاق إلى الاطمئنان الزائف بعد المفاجآت الأخيرة: “عندما ترى صرصورًا واحدًا، فعادةً ما يكون هناك المزيد—على الجميع أن يتوخّى الحذر”.

رياح عالمية معاكسة… من أوروبا إلى آسيا والشرق الأوسط

امتدت المخاوف المصرفية في الولايات المتحدة إلى الأسواق العالمية قبل افتتاح نيويورك، لتضغط على شهية المخاطرة إلى جانب ملفات التوتر التجاري الأميركي–الصيني، واحتمالات إغلاق حكومي في واشنطن، وقلق متصاعد من تقييمات مبالغ فيها عقب موجة الذكاء الاصطناعي.

وفي آسيا، تراجع نيكي الياباني 1.44%، وهبط هانغ سنغ 2.5%، وانخفض شنغهاي المركب وشنغهاي للأسهم (أ) 1.95% لكلٍّ منهما، بينما أغلق تايكس التايواني متراجعًا 1.25%. وفي الهند، صعد BSE 100 بنسبة 0.34%، فيما خسر S&P/ASX 200 الأسترالي 0.8%.

وفي أوروبا، انخفض فوتسي 100 في لندن 1.3%، وكاك 40 في باريس 0.7%، وداكس الألماني 2.18% بحلول 3:20 مساءً بتوقيت الإمارات. إقليميًا، تراجع سوق دبي المالي 0.6%، والسوق الرئيسي في أبوظبي 0.19%. ويعلّق جوزيف داهرية، المدير الإداري في “تيكميل”: “تعرضت الأسهم الإماراتية لضغوط بفعل موجة نفورٍ من المخاطرة عالميًا، وكانت أسهم البنوك الأكثر تأثرًا عقب تجدد المخاوف حول المقرضين الإقليميين في أميركا”.

رؤوس أموال “على أطراف الأصابع”

يقرّ عسيري بأن تراجع مواقع المستثمرين “ليس مقلقًا بحد ذاته”، لكنه يعكس إعادة تموضع حذر بينما تتداول المؤشرات قرب نطاقات تقييم ثرية تاريخيًا، في وقت يزن فيه المتعاملون تصاعد التوترات التجارية.

ويزيد الغموض قصير الأجل بفعل فراغ البيانات الناجم عن مأزق الإغلاق الحكومي الأميركي، مع غياب قراءات محورية مثل الوظائف غير الزراعية، ما يصعّب قياس الزخم الكامن للاقتصاد.

في المقابل، يلفت فؤاد رزاق زاده، محلل الأسواق لدى “سيتي إندكس” و“فوركس.كوم”، إلى حساسية المزاج لمحرّكاتٍ مفاجئة: “كل ما يتطلبه الأمر منشور واحد للرئيس ترامب على وسائل التواصل ليدفع انعكاسًا صعوديًا في شهية المخاطرة. لا أرجّح تحوله إلى تصحيحٍ حاد”.

الذهب يلمع… والملاذات تتقدّم

على الضفة الأخرى من منحنى المخاطر، سجّل الذهب أكبر مكسب أسبوعي له في خمس سنوات، مدفوعًا بتدفقات الملاذ الآمن وتزايد الرهان على خفضٍ كبير لأسعار الفائدة الأميركية قبل نهاية العام.

ولامس المعدن الأصفر ذروة قياسية عند 4,380 دولارًا للأوقية خلال الجلسة قبل أن يتراجع إلى 4,260 دولارًا—أعلى مستوى منذ مارس 2020—في أسبوع اعتُبر الأضخم بالقيمة الدولارية تاريخيًا.

وارتفعت الأسعار بأكثر من 60% منذ بداية العام بدعم من مشتريات البنوك المركزية وتدفقات إلى صناديق المؤشرات المتداولة.

You may also like

Leave a Comment