أعربت الولايات المتحدة، عن أملها في إحراز تقدم ملموس في المفاوضات الجارية مع أنقرة بشأن عودتها المحتملة إلى برنامج مقاتلات إف-35، وذلك بعد أكثر من ست سنوات على استبعاد تركيا من المشروع عقب شرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400.
وقال السفير الأمريكي توم باراك، في تصريحات نُشرت على منصة X، إن واشنطن لا تزال ملتزمة بإيجاد تسوية تُعيد تركيا إلى البرنامج، لكنها في الوقت ذاته تتمسّك بموقفها الواضح: “على أنقرة التخلي عن نظام إس-400 قبل أن تتمكن من شراء أي طائرات من طراز F-35.”
وكانت الولايات المتحدة قد استبعدت تركيا من المشروع المشترك عام 2019، معتبرة أن منظومة إس-400 الروسية تشكّل تهديدًا مباشرًا لمنظومات الناتو الدفاعية، ولا يمكن دمجها مع تقنيات المقاتلة الأمريكية المتطورة دون تعريض أسرارها العسكرية للخطر.
وأشار باراك إلى أن النقاش حول القضية عاد إلى الواجهة بقوة بعد الاجتماع الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض خلال سبتمبر الماضي، حيث بحث الطرفان سبل إعادة بناء الثقة وتوسيع مجالات التعاون الأمني.
وأضاف السفير الأمريكي أن اللقاء بين ترامب وأردوغان “خلق جوًا إيجابيًا من التعاون”، لافتًا إلى أن الحوار بين الجانبين بات أكثر “انفتاحًا ومرونة” مقارنة بالسنوات السابقة التي شهدت توتراً بسبب الخلافات حول الملف السوري وملف الدفاع الصاروخي.
وأكد باراك أن بلاده “تأمل أن تسفر هذه المحادثات عن انفراجة في الأشهر المقبلة”، في إشارة إلى احتمال التوصل إلى صيغة تُرفع بموجبها العقبات أمام عودة تركيا إلى البرنامج، أو يُتفق فيها على ترتيبات دفاعية بديلة.
ورغم التفاؤل الأمريكي، لا تزال العقبة الرئيسية ماثلة: تركيا لم تُبدِ حتى الآن استعدادًا واضحًا للتخلي الكامل عن منظومة إس-400، التي تعتبرها “خطًا أحمر” يتعلق بسيادتها الدفاعية، رغم عدم تشغيلها فعليًا منذ إدخالها إلى البلاد.
ويرى مراقبون أن أي تقدم في هذا الملف سيكون مرتبطًا بحسابات استراتيجية أوسع تتعلق بعلاقة أنقرة مع موسكو، ودورها داخل الناتو، إضافة إلى ملفات الطاقة والبحر المتوسط، ما يجعل “الانفراجة” التي تحدّث عنها باراك مشروطة بموازين سياسية معقدة.
ومع ذلك، يبدو أن واشنطن تسعى بجدية إلى إعادة تركيا إلى دائرة التحالف العسكري الغربي، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات الدولية وحاجة الناتو إلى تعزيز جبهته الجنوبية.