وقّع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عدة اتفاقات رئيسية مع الهند، بما في ذلك إنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية بين الهند والمملكة العربية السعودية. وتم استقبال ولي العهد بحفاوة من قبل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في مراسم استقبال رسمية في راشتراباتي بهاوان في العاصمة نيودلهي.
تعد هذه الزيارة الثانية لولي العهد السعودي إلى الهند، حيث قام بزيارة سابقة في فبراير 2019. وفي تصريحه خلال مراسم الاستقبال الرسمية، قال ولي العهد السعودي: “نحن سعداء جدًا بوجودنا في الهند، فالعلاقة بين الهند وشبه الجزيرة العربية تمتد إلى آلاف السنين من التاريخ. العلاقة بيننا في السعودية والهند جزء من هويتنا الوطنية. الهند هي صديقتنا، ساعدتنا في بناء المملكة العربية السعودية على مدى السبعين عامًا الماضية. هناك الكثير من الأعمال السعودية في الهند، تساهم في التنمية”.
وأضاف ولي العهد: “تهدف هذه الزيارة إلى إبراز الأعمال التي قامت بها السعودية هنا في الهند وضمان استمرار وتحسين علاقتنا من أجل خدمة كلا البلدين. وبفضل قيادة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أعتقد أن ذلك سيتحقق بالتأكيد”.
وصل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى قاعدة بالام الجوية في نيودلهي يوم الجمعة للمشاركة في القمة الثامنة عشرة لقادة مجموعة العشرين التي عُقدت خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي إعلان تاريخي، أعلنت الهند والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي يوم السبت عن اتفاقية لإطلاق ممر النقل البحري والسكك الحديدية الضخم بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا. هذا الاتفاق سيسهم في تعزيز التجارة وتعزيز الروابط الاقتصادية بين هذه الدول.
تعكس هذه الاتفاقيات الحميمية القوية والروابط التاريخية بين السعودية والهند، وتؤكد التزام البلدين بتعزيزالتعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار. وتشير هذه الخطوة إلى الرغبة المشتركة لكلا البلدين في تعزيز المناخ الاستثماري وتوسيع الفرص الاقتصادية المتاحة.
أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن ترحيبه بزيارة ولي العهد السعودي، مشيرًا إلى أن العلاقات بين الهند والمملكة العربية السعودية تقوم على أساس قوي من التاريخ والثقافة المشتركة. وأكد مودي على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي وتبادل الخبرات بين البلدين في مجالات متعددة، مما سيعزز الرفاهية والازدهار للشعبين.
يعتبر إطلاق ممر النقل البحري والسكك الحديدية بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا خطوة استراتيجية هامة تعزز التواصل والتجارة بين المناطق المختلفة. ومن المتوقع أن يسهم هذا الممر في تسهيل حركة البضائع وتقليل التكاليف اللوجستية، مما يعزز التجارة الدولية ويعمق التكامل الاقتصادي.
تعتبر الاتفاقيات الموقعة بين السعودية والهند خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التعاون الاقتصادي. ومن المتوقع أن تفتح هذه الاتفاقيات الأبواب أمام فرص جديدة للشركات والمستثمرين في كلا البلدين، مما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة.
