مستويات الغازات الدفيئة تتجاوز القياسي وتنذر بمستقبل قاتم للكوكب

by hayatnews
0 comment

ترتفع مستويات الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى مستوى قياسي جديد، حسبما حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. ووفقًا لتقرير صادر عن المنظمة قبيل مؤتمر الأمم المتحدة COP28 لتغير المناخ، فإن تركيز ثاني أكسيد الكربون، الذي يعد أحد أهم غازات الدفيئة، قد بلغ أعلى مستوى له بزيادة تصل إلى 50% عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وتشير التقارير إلى استمرار هذا الاتجاه التصاعدي في عام 2023.

على الرغم من أن معدل زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون كان أقل بعض الشيء في العام الماضي، إلا أن التقرير يشير إلى أن هذا يعود بشكل رئيسي إلى التغيرات الطبيعية القصيرة الأجل في دورة الكربون، ولكن الانبعاثات الناجمة عن النشاط الصناعي لا تزال في ارتفاع مستمر.

وبالإضافة إلى ذلك، استمرت تركيزات الميثان وأكسيد النيتروز، اللذان يعتبران غازين دفيئين رئيسيين، في الارتفاع. ولاحظ التقرير أن تركيز أكسيد النيتروز قد شهد أعلى زيادة سنوية على الإطلاق. هذه التطورات تشكل تهديدًا خطيرًا للمناخ العالمي وتتسبب في آثار سلبية مثل ارتفاع درجات الحرارة، ذوبان الجليد، ارتفاع مستوى سطح البحر وتحمض المحيطات.

بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أعرب عن قلقه العميق إزاء هذا الاتجاه السلبي وأشار إلى أن المستوى الحالي لتركيز الغازات الدفيئة يعزز ارتفاع درجة حرارة الكوكب بشكل كبير ويتجاوز أهداف اتفاق باريس للمناخ. وحذر من أن هذا سيؤدي إلى ظروف جوية قاسية وتأثيرات سلبية على البيئة والاقتصاد.

وبالنظر إلى أهمية ثاني أكسيد الكربون كغاز دفيء ومسبب للاحتباس الحراري، فإن العلماء يشير إلى أن استمرار ارتفاع مستوياته سيؤثر سلبًا على المناخ لعقود قادمة، حتى لو تم تقليل الانبعاثات بشكل كبير في المستقبل.

وتُعد مؤتمر الأمم المتحدة COP28 المقبل لتغير المناخ فرصة هامة للدول للتعاون واتخاذ إجراءات جادة للتصدي للتغير المناخي. من المتوقع أن يركز المؤتمر على مناقشة وتنفيذ إجراءات قوية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز التكيف مع التغير المناخي.

تتطلب التحديات المتزايدة للتغير المناخي تعاونًا دوليًا قويًا وجهودًا مشتركة للعمل على تقليل الانبعاثات وتعزيز الاستدامة والتكيف مع الآثار المترتبة على المناخ. يجب على الدول والمجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حازمة لتحقيق الأهداف المنصوص عليها في اتفاق باريس للمناخ وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الطاقة المتجددة وتحسين الكفاءة الطاقوية وتشجيع التنمية المستدامة.

You may also like

Leave a Comment