تشهد السودان استمراراً للقتال العنيف، وأعلنت الأمم المتحدة أن هذا الصراع أدى إلى تفاقم أزمة النزوح بشكل سريع، لتصبح أسرع الأزمات نمواً في العالم، مما يهدد إمكانية تقديم المساعدة للمحتاجين.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر الأمم المتحدة بجنيف، حيث أشارت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان ونائبة الممثل الخاص للأمين العام هناك، إلى الأوضاع المأساوية التي يعاني منها السكان.
وأفادت سلامي بأن الأشهر الستة الماضية شهدت معاناة لا توصف، حيث اضطُر أكثر من 5.4 مليون شخص إلى مغادرة منازلهم. وأشارت إلى أن نحو 30 ألف شخص يهربون يومياً جراء القتال، بعضهم لا يحملون معهم سوى الملابس التي يرتدونها.
وذكرت سلامي أنها التقت بأمهات في السودان يخبرنها بأنهن لا يعرفن كيف سيتمكنن من توفير وجبة الطعام التالية لأطفالهن. كما قابلت عائلات تقيم في مأوى مؤقت، تكافح من أجل الحصول على الطعام والماء، وتعاني من صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم لأطفالها، وتفتقر إلى فرص العمل للمعيلين.
وأكدت المسؤولة الأممية أن نصف سكان السودان، البالغ عددهم 24.7 مليون شخص، يحتاجون حالياً إلى المساعدة الإنسانية والحماية.
وعلى الرغم من توصيل الأمم المتحدة وشركائها لـ 3000 طن من المساعدات إلى ست ولايات الشهر الماضي، إلا أن مسؤولة الشؤون الإنسانية في السودان أكدت أن هناك حاجة ملحة لتقديم دعم إضافي بشكل آمن وسريع ومتكرر. وأشارت إلى ضرورة الوصول إلى 18 مليون شخص، مؤكدة أن الأمم المتحدة لن تتخلى عن هذا الهدف.
اندلعت الاشتباكات في السودان في 15 أبريل/نيسان بين القوات المسلحة وقوات الدعم الالسريع، وهذا تسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد. وتشمل التحديات التي تواجه المساعدة الإنسانية في السودان صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب الصراع والعنف المستمر، ونقص التمويل الكافي لتلبية الاحتياجات الضرورية، بالإضافة إلى تعقيدات الإدارة والتنسيق في توزيع المساعدات.
تحث الأمم المتحدة والشركاء الدوليين المجتمع الدولي على تقديم دعم إضافي وعاجل للسودان، سواء كان ذلك من خلال توفير التمويل اللازم للمساعدة الإنسانية، أو تسهيل وتأمين الوصول إلى المناطق المتضررة، أو تعزيز الجهود الدبلوماسية لتهدئة الصراع والعمل على الحل السياسي.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تعمل الحكومة السودانية على توفير الحماية للمدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وضمان سلامة وحرية عمل المنظمات الإنسانية المعنية.
تعد أزمة النزوح في السودان تحديًا كبيرًا يتطلب تعاونًا دوليًا قويًا للتصدي لها وتقديم الدعم اللازم للمتضررين. من المهم أن يتحرك المجتمع الدولي بسرعة للتصدي لهذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة والعمل على توفير الحماية والمساعدة للأشخاص الذين فروا من منازلهم ويعانون من حالة يرثى لها.