أثينا، اليونان – اعتقل مسؤولو إدارة الإطفاء في اليونان رجلين يوم السبت بزعم إشعال الحرائق عمدا، بينما كان مئات من رجال الإطفاء يكافحون حرائق الغابات التي أودت بحياة ما لا يقل عن 21 شخصا في الأسبوع الماضي.
وألقي القبض على رجل في جزيرة إيفيا بتهمة إضرام النار في العشب المجفف في منطقة كاريستوس. وقالت إدارة الإطفاء إن الرجل اعترف بإشعال أربعة حرائق أخرى في المنطقة في شهري يوليو وأغسطس.
كما اتُهم رجل ثانٍ تم القبض عليه في منطقة لاريسا بوسط اليونان بإضرام النار عمداً في النباتات المجففة.
وألقى المسؤولون باللوم على الحرق العمد في عدة حرائق في اليونان خلال الأسبوع الماضي. ولا يزال من غير الواضح ما الذي أدى إلى اندلاع أكبر الحرائق في البلاد، بما في ذلك حريق في منطقة إيفروس الشمالية الشرقية، حيث وقعت جميع الوفيات المنسوبة إلى الحرائق تقريبًا، وآخر على أطراف أثينا.
وقال وزير أزمة المناخ والحماية المدنية فاسيليس كيكيلياس، الخميس، إن “بعض… مشعلي الحرائق يشعلون الحرائق ويعرضون الغابات والممتلكات وقبل كل شيء حياة البشر للخطر”. “ما يحدث ليس فقط غير مقبول، بل هو حقير وإجرامي.”
وقال الوزير إن تسعة حرائق اندلعت في غضون أربع ساعات صباح الخميس في منطقة أفلونا عند السفوح الشمالية لجبل بارنيثا على الأطراف الشمالية الغربية لأثينا، وهي واحدة من آخر المناطق الخضراء في العاصمة.
وكان حريق كبير مشتعلًا بالفعل في الجانب الجنوبي من الجبل في ذلك الوقت، واستمر مشتعلًا يوم السبت.
وقال كيكيلياس: “أنتم ترتكبون جريمة ضد البلاد”. “سوف نجدك. ستحاسب أمام العدالة”.
وفي وقت لاحق من يوم الخميس، ألقت الشرطة القبض على رجل يبلغ من العمر 45 عاما للاشتباه في قيامه بإشعال ثلاثة حرائق على الأقل في منطقة أفلونا. وقالت الشرطة إن تفتيش منزله كشف عن إشعال نار ومسدس شعلة نار وإبر صنوبر.
وعانت اليونان من اندلاع عشرات الحرائق يوميًا خلال الأسبوع الماضي، حيث اجتمعت الرياح العاتية وظروف الصيف الحارة والجافة لتأجيج النيران وعرقلة جهود مكافحة الحرائق. حيث قالت إدارة الإطفاء إن رجال الإطفاء تعاملوا مع 111 حريقًا يوم الجمعة، بما في ذلك 59 حريقًا اندلعت خلال الـ 24 ساعة بين مساء الخميس والجمعة.
وعلى الرغم من أنه تمت السيطرة على معظم الحرائق الجديدة في مراحلها الأولى، إلا أن بعضها تطور إلى حرائق ضخمة التهمت المنازل ومساحات واسعة من الغابات.
ومن المتوقع أن تشهد بعض مناطق اليونان، السبت، عواصف، كما أشعلت الصواعق عدة حرائق بالقرب من العاصمة اليونانية. وقالت إدارة الإطفاء إن 100 من رجال الإطفاء، بما في ذلك فرق من فرنسا وقبرص، تدعمهم أربع مروحيات، تمكنوا من السيطرة جزئيًا على الحرائق في أربع مناطق نائية بالقرب من العاصمة اليونانية خلال ساعات.
ودعت إدارة الإطفاء الجمهور إلى “توخي الحذر بشكل خاص” واتباع توجيهات السلطات “نظرًا لنشاط العواصف الرعدية المكثف في أجزاء مختلفة من البلاد”.
وظل حريق إيفروس، وهو أكبر حريق حالي في اليونان، مشتعلًا لليوم الثامن السبت بالقرب من مدينة ألكسندروبوليس بعد أن تسبب في مقتل 20 شخصًا على الأقل. وأصدرت السلطات أوامر إخلاء بعد ظهر السبت لثلاث قرى في المنطقة.
وعثر رجال الإطفاء على 18 جثة في إحدى الغابات يوم الثلاثاء، واحدة يوم الاثنين والأخرى يوم الخميس. ومن بين الـ 18 صبيان تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عامًا. ومع عدم الإبلاغ عن فقدان أي شخص في المنطقة، تعتقد السلطات أن الضحايا ربما كانوا مهاجرين عبروا الحدود مؤخرًا من تركيا.
وتم تفعيل فريق تحديد هوية ضحايا الكوارث في اليونان للتعرف على الرفات، وتم إنشاء خط هاتفي ساخن للاتصال بأقارب الضحايا المحتملين. وبحسب ما ورد توفي يوم الاثنين رجل كان يحاول إنقاذ ماشيته من النيران المتصاعدة في وسط اليونان.
ويكافح أكثر من 290 من رجال الإطفاء، تدعمهم خمس طائرات ومروحيتان، حريق منطقة إيفروس. ويعمل 260 من رجال الإطفاء وأربع طائرات وثلاث مروحيات على مكافحة حريق جبل بارنيثا.
واندلع حريق آخر في جزيرة أندروس السيكلادية يوم السبت، حيث صدر أيضًا أمر إخلاء لقرية. وبحسب ما ورد يشتبه في أن صاعقة البرق هي السبب.
ومع وصول قوات مكافحة الحرائق إلى أقصى الحدود، طلبت اليونان من الدول الأوروبية الأخرى المساعدة. وأرسلت ألمانيا والسويد وكرواتيا وقبرص طائرات، بينما ساعد عشرات من رجال الإطفاء الرومانيين والفرنسيين والتشيكيين والبلغاريين والألبان والسلوفاك والصرب على الأرض.
وتفرض اليونان لوائح لمنع حرائق الغابات، عادة من بداية مايو إلى نهاية أكتوبر، للحد من الأنشطة مثل حرق النباتات المجففة واستخدام حفلات الشواء في الهواء الطلق.
وقال المتحدث باسم الحكومة بافلوس ماريناكيس، الجمعة، إنه منذ بداية موسم الحرائق هذا العام، اعتقل مسؤولو إدارة الإطفاء 163 شخصًا بتهم تتعلق بالحرائق، من بينهم 118 بتهمة الإهمال و24 بتهمة الحرق المتعمد. وأضاف أن الشرطة اعتقلت 18 آخرين.
